الحسد السياسي

الحسد السياسي
أ.د/ عبد الرحمن البر

بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيم

روى البيهقي في شعب الإيمان عن العلامة الْخَلِيلِ بْنِ أَحْمَدَ قَالَ: «مَا رَأَيْتُ ظَالِمًا أَشْبَهَ بِمَظْلُومٍ مِنْ حَاسِدٍ، نَفَسٌ دَائِمٌ، وَعَقْلٌ هَائِمٌ، وَحُزْنٌ لَائِمٌ»، وهذا حق؛ فإن الحسد يسد باب الإنصاف، ويصد عن جميل الأوصاف، ويدفع صاحبه إلى التردي والسقوط، وخصوصا إذا حاول الحاسد أن يتقمص دور المحسود أو يلبس جلبابه
إِنَّ الغُرَابَ وكانَ يَمْشِى مِشْيَةً --- فيما مضَى مِنْ سالِفِ الأَحْوالِ
حَسَدَ القَطَاةَ ورَامَ يَمْشِى مَشْيَهَا --- فَأَصَابَه ضَرْبٌ مِن العُقَّالِ
(الْعُقَّالُ: دَاءٌ يَأْخُذُ الدَّوَابَّ فِي الرِّجْلَيْنِ، فتراها إِذَا مَشَتْ كَأَنَّهَا تَقْلَعُ رِجْلَيْهَا مِنْ صَخْرَةٍ).
أقول هذا بمناسبة ما تكرر ذكره في المواقع الإلكترونية وذكرته بعض الصحف من أن نائب رئيس شركة (أوراكل) الأمريكية، وأحد أعضاء الوفد الاقتصادي الأمريكي الذي زار مصر قبل أسبوعين تقريبا قال: «المعارضة المصرية أعطتنا صورة سلبية، ولقاءاتنا بالحكومة بدَّدتْها». وهو يشير إلى ما سبق أن نقله بعض المشاركين في هذا الاجتماع عن بعض السياسيين وبعض مرشحي الرئاسة السابقين من التيارات السياسية الليبرالية واليسارية الذين انصب اهتمامهم في الحديث على تخويف الوفد الاقتصادي من عدم استقرار البلاد وعدم استتباب الأمن وقرب قيام ثورة على الرئيس مرسي، وكأنهم يقولون لهم: بالمختصر المفيد خذوا أموالكم واذهبوا باستثماراتكم إلى بلد آخر وأسرعوا بالهرب من مصر المضطربة.
والعاقل تستبد به الحيرة من هذا المنطق الخالي من المسئولية، الذي يدل على أن بعض هؤلاء السياسيين يعملون على إفشال وسقوط الرئيس مرسي أكثر مما يعملون على إنقاذ البلاد، ويرون أن سقوط البلاد أمر لا بأس به إذا اقترن به سقوط الرئيس مرسي ومشروع النهضة الذي يدعو إليه، ولا أرى تفسيرا لهذا التصرف وأشكاله إلا الحسد، وأنه يصدق عليهم قول القائل:
حَسَدُوا الفتى إذ لم يَنالُوا سَعْيَه --- فالقومُ أعداءٌ له وخُصومُ
كضَرائرِ الحَسْناءِ قُلْنَ لِوَجْهها --- حَسَدًا وَبَغْيًا: إنه لدَمِيمُ
من الواضح أن النجاحات التي يحققها الرئيس مرسي والتوفيق الإلهي الذي يحالفه في كثير من القرارات التي يتخذها محليا وإقليميا ودوليا تثير الكثير من حسد أولئك الذين يتمنون له الفشل، وكلما ازدادت قناعة الشعب بالرئيس وتجاوبت الجماهير معه، وكلما حققت البلاد تقدما في الملفات المختلفة، وكلما أظهرت استطلاعات الرأي التفاف الأمة حول رئيسها (في آخر قياس رأي 79% راضون عن أداء الرئيس مرسي) كلما أحسوا بتضاؤل فرصهم في القبول الشعبي فازدادوا حسدا للرجل بغير ذنب جناه تجاههم إلا تفانيه في خدمة مواطنيه، وَقَدْ كَانَ الْحَسَدُ أَوَّلَ أَسْبَابِ الْجِنَايَاتِ فِي الدُّنْيَا، إِذْ حَسَدَ أَحَدُ ابْنَيْ آدَمَ أَخَاهُ عَلَى أَنْ قُبِلَ قُرْبَانُهُ وَلَمْ يُقْبَلْ قُرْبَانُ الْآخَرِ:
أُفَكِّرُ مَا ذَنْبِي إِلَيْكَ فَلَا أَرَى --- لِنَفْسِيَ جُرْمًا غَِيْرَ أَنَّكَ حَاسِدُ
ومن أهم آفات الحسد: أن الحاسد إذا رأى بمن يحسده نعمة بهتها وأنكرها، وإن رأى به عثرة شمت به وأذاعها
 الخيرَ يُخْفوه، وإنْ علموا --- شراً أذاعوا، وإنْ لم يعلموا كذبوا
فهو سلبي التفكير لا يفكر تفكيرا إيجابيا على الإطلاق، فهو لا يسعى مثلا لفعل شيء إيجابي يلحقه بالمحسود في الفضل أو يدنيه منه، إنما هو مستغرق في تمني فشل المحسود الناجح أو زوال التوفيق عنه أو تشويه سمعته أو زحزحته من مكانته أو ذهاب النعمة منه، ذلك لأن الحاسد فاقد الثقة بنفسه, مستشعر العجز عن تحقيق غايته، ولذلك لا تجد لكثير من هؤلاء السياسيين ومن يشايعهم من بعض الإعلاميين برنامجا عمليا للنهوض بالبلاد ولا جهدا ميدانيا لإعلاء شان الوطن، بل كل همهم العمل على هدم ما يبنيه الرئيس أو تعويقه أو التنقيص منه أو الاستهانة والاستهزاء به، والتماس العيب لكل ما يقوم به، وفي الحديث عند الطبراني: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: «وَإِنَّ أَبْغَضَكُمْ إِلَيَّ الْمَشَّاءُونَ بِالنَّمِيمَةِ, الْمُفَرِّقُونَ بَيْنَ الْأَحِبَّةِ, الْمُلْتَمِسُونَ لِلْبُرَآءِ الْعَنَتَ أو الْعَيْبَ»، فالحاسد لا ينفك في الدس على المحسود الناجح والتماس العنت له، واختلاق العيوب فيه، والتغافل عما أصاب فيه وأحسن
عَيْنُ الْحَسُودِ عَلَيْكَ الدَّهْرَ حَارِسَةٌ --- تُبْدِي الْمَسِاوِئَ وَالْإِحْسَانَ تُخْفِيهِ
إِنَّ الْحَسُودَ بِلَا جُرْمٍ عَدَاوَتُهُ --- وَلَيْسَ يَقْبَلُ عُذْرًا فِي تَجَنِّيهِ
اعدلوا هو أقرب للتقوى: لست هنا في مقام المتملق أو المدافع عن الرئيس أو المبرر لأية أخطاء قد يرتكبها هو أو الجهاز الذي يستعين به ويعمل معه، لكنني أردت فقط التنبيه على خطر وخطإ هذا المسلك الموغل في التشويه، والدعوة إلى الاعتدال في النقد، فليس الرئيس إلا واحدا منا، غير أنه أثقلنا حملا وأعظمنا بين يدي الله مسئولية، ومن واجبنا نحوه أن ننصحه، وأن نقاوم انحرافه، وأن نصحح خطأه، وأن ننتقد غير النافع من سياساته، وأن ندفعه إلى الشفافية في قراراته، وأن ندعوه لتقويم المعوج من أعوانه واستبدال المنحرف من وزرائه وجهازه، وأن نضع بين يديه ويدي الشعب مقترحاتنا وتصوراتنا لحل الأزمات والخروج من المشكلات، حتى يدرك أننا شركاء معه في إدارة السفينة لا مجرد ركاب فيها.
لكن من حقه ومن واجبنا أيضا: أن نثني على القرارات الصائبة التي يتخذها، وأن نلتمس العذر له عن الأخطاء غير المقصودة التي قد تقع منه أو من بعض أعوانه، وأن نسانده في تنفيذ النافع الصالح من سياساته وقراراته، وأن نكون جنوده الذين يستظهر بهم أمام العالم والهيئات الدولية، وألا يدفعنا الاختلاف الفكري أو المذهبي معه إلى غمطه حقه ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ﴾، كما أن من واجبه أن نحترم موقعه في الخطاب الإعلامي، وخصوصا إذا كان هو شديد الحرص على عدم الإساءة لمعارضيه، وأن ندرك أن طول السان وبذاءة الكلام ليست مهارة ولا فضيلة، وأن نوقن أن الشعب المصري الأصيل قد بلغ رشده السياسي، ولم يعد يتأثر بالدعايات المضللة وهو يرى الحقائق الساطعة

وما ضرَّ نورَ الشمس أَنْ كان ناظراً إليها عيونٌ لم تَزَلْ دهرَها غمضا

ذلك هو الاعتدال والإنصاف الذي تنهض به الأمم وتقوم عليه الحضارات، وهو المتوافق مع فطرة هذا الشعب الكريم الذي يستطيع أن يميز بين الغث والسمين، ولهذا أدعو إخواني من التيارات السياسية المختلفة إلى التواصل مع هذا الشعب عبر برنامج عملي واقعي يتقدمون به لكسب ثقة الشعب بدل إهدار الطاقات والأوقات في برنامج جل عناوينه النيل من الرئيس، والنيل من الإخوان المسلمين، وإطلاق الشائعات، والمزايدة على المشاعر، فلم يعد هذا مجديا لدى الأمة الواعية.

فاصلة:
 ابتهجت كثيرا لاتجاه بعض القوى السياسية إلى التقارب والتوحد والاجتماع على المشتركات في البرامج وتكوين تحالفات سياسية بدلا من التشرذم والتفرق والتشظي الذي حصل بعد الثورة المباركة، وأرجو أن تكون هذه التحالفات قائمة على أساس المشاركة في خدمة الأمة والتنافس السياسي الراقي، وليس على مجرد الكراهية أو الخصومة لتيار بعينه، وهنا أدعو الإسلاميين الذين يجمعهم الكثير جدا من المشتركات إلى سرعة التوحد لتقديم نموذج راق من المشاركة السياسية الحقيقية والفاعلة في هذه المرحلة المهمة من تاريخ مصر والعالم.

الفتاة المسلمة في "سنة أولى جامعة"

الفتاة المسلمة في "سنة أولى جامعة"
مجدي داود

بسم الله الرحمن الرحيم

تعد مرحلة الجامعة مرحلة مختلفة كليا عن المراحل التعليمية والعمرية التي تسبقها، سواء بالنسبة للشباب أو الفتيات، إلا أن الفتيات أكثر تأثرا بها، وذلك لما تختص به الفتاة من أحكام، حيث ستخرج الفتاة للمرة الأولى من مجتمع الأسرة والصديقات والأقارب الضيق، إلى مجتمع الجامعة الواسع المفتوح، ومن مجتمع الالتزام والرقابة، إلى مجتمع فيه الالتزام تخلف والرقابة منعدمة.

اختلاط وانفتاح بلا ضوابط

الفتاة التي عاشت في بيت أبيها تذهب إلى المدرسة التي تجاور بيتها أو تبعد عنه بضع مئات من الأمتار، أو على أقضى تقدير بضع كيلومترات، ها هي تنتقل من مدينة لأخرى ومن محافظة لأخرى، حتى أنها قد تبتعد عن أهلها بضع مئات من الكليومترات، وتقتحم مجتمعا قلما يعرف الحدود، ويلتزم بالعادات والتقاليد والأعراف وأوامر الشرع، إنه مجتمع لا رقابة فيه على أحد إلا أن تشعر الفتاة أن الله رقيب عليها، ولا وصاية لأحد فيه على أحد، إلا أن توقن الفتاة وتقر بحق الله وحق أهلها وأولياء أمورها.
تقتحم الفتاة عالم الجامعة، وكلها أمل في التعلم وتنمية مواهبها، وأن تكون تلك السنوات مرحلة متميزة من مراحل عمرها، لكنها تفاجأ بعالم آخر، يحتل فيه التعليم مراتب متأخرة لدى قطاع كبير من هؤلاء الطلاب، رغم أنهم ما دخلوه إلا لأجل العلم، أما الثقافة وتنمية المهارات والهوايات، فهذا يكاد يكون منعدما.
ليس هذا من باب الخيال، ولا من باب التهويل ولا التخويف، ولكنه واقع محزن وحقيقة مؤلمة، ومفاجأة صادمة لكل من يظن أنه سيجد في الجامعة ما كان يتمناه ويأمله.
أجرينا استبيانا بين بضع فتيات، عن تجربتهن في الجامعة، وما فاجأها في عامها الجامعي الأول، ما لفت انتباهها، فكانت هذه الإجابات:
تقول "هاجر كمال" التي درست في كلية الآداب "نظرا لأني فتاه من قرية فالتوجهات الدينية تكون أقوى كثيرا من المدينة، فمثلا كان من النادر جدا أن أرى فتاه ترتدي النقاب أو الخمار الشرعي، كما وجدت الحجاب اللى على الموضة أن ترتدي الفتاه ملابس لا تتناسب مع حجابها بالمرة"، وتضيف "الاختلاف في هنا هو أنى كنت لأول مره في حياتي انتقل من كوكبي الصغير "قريتى" لعالم آخر اختلط به هكذا"
أما عائشة عودة التي درست في كلية التجارة بجامعة القاهرة، فتقول "عندما بدأ العام الأول للجامعة، كان في ذهني أن الحياة قد بدأت بالنسبة لي، أول ما فاجأني أن مجتمع الجامعة يمثل الحياة بشكل صغير، أي أنني قد وجدت كل أنماط البشر، الانتفاعي والمغرور وعديم المبادئ والمحب والحاقد والمعقد ..إلخ، أدركت أننا لم نأتي لنبني مستقبلنا العلمي فقط، وإنما لنبني خبراتنا في الحياة، عبر التعامل مع الآخرين".

عقول خاوية وأوقات فارغة

وتضيف "لاحظت أن عدم لجوء الطلاب إلى النشاطات المفيدة والمكتبات، جعلهم يلجئون للهو وإقامة العلاقات وغير ذلك؛ أيضًا فقد كان ممارسة نشاط دون حدود وقيود، يؤدي أيضا إلى نفس النتيجة؛ فأيقنت أن الاعتدال في كل شيء صحي ومفيد"، وتتابع قائلة "لم ألمح لأي زميل أو زميلة خطة استراتيجية لحياته، أو حتى لسنة دراسية واحدة؛ ولم أجد أحد منهم يهتم بالثقافة أو الإطلاع أو اكتساب المهارات، أو حتى الصلاة في أوقاتها".
وتفجر عائشة مفاجأة كبيرة بقولها "والمفارقة أنني قد وجدت الفتيات هن من يلعبن بقلوب وعقول زملائهم، إما للبحث عن فرصة زواج مناسبة ، أو للانتفاع والعياذ بالله، أو كملأ للفراغ!".
بينما تضيف ثالثة رفضت ذكر اسمها "أنا حياتي كلها تغيرت بعد الكلية عشان حاجات كده حصلت لي خاصة بي .. لكن أكثر حاجة تغيرت أني فهمت الدنيا اكتر وكنت خجولة في الأول أما الآن فلا"، وتضيف "أكبر مشكلة قابلتني هي الظلم لأن الكليات عموما "مش عايزة" المجتهد بس عايزة اللي يعرف يسلك نفسه ويتصرف أنا كنت أعتمد على نفسي واتعب ولم أكن أجد مقابل، فتوقفت عن بذل مجهود طالما أنه في كلتا الحالتين ليس هناك نتيجة جيد، ولكن هذا أثر علي لأن تقدير قل بعد ذلك، لكن كنت مرتاحة".
وقد اتفقت أخريات على أن أكثر ما فاجأهن في عامهن الجامعي الأول، هو أن الاختلاط في الجامعة والعلاقات بين الجنسين كثيرة جدا وبات أمرا لا يطاق، وأن ملابس الفتيات مثيرة بشكل كبير ولا تتناسب أبدا مع مكان مخصص للتعليم، ومحاولاتهن إفساد بعضهن البعض، وكذلك ضعف التعليم وقلة الاستفادة من الجامعة.
هذه فقط بعض جوانب ما يحدث بالجامعات، وما تتفاجأ به الفتاة في عامها الأول في الجامعة، ولكي تتخطى الفتاة هذه التجربة بسلام فعليها أولا أن تدرك حقيقة الأمر المؤلمة، حتى تستطيع التعامل معه بنجاح.

الدراسة أولا وأخيرا

يقول الدكتور وصفي عاشور أبو زيد، المختص في مقاصد الشريعة، ورئيس مركز بناء للبحوث والدراسات في تصريحات خاصة لـ"رسالة المرأة": "للمرحلة الجامعية خصائص ليست للمراحل السابقة، منها: أن المرحلة الجامعية فيها حرية أكثر، وفيها فضاء أوسع، وهي مرحلة خطيرة وهامة جد هامة في حياة الطالب والطالبة على السواء".
ويرى أنه "لكي تتخطى الفتاة خاصة هذه المرحلة بسلام وبشرف ينبغي أن يكون هدفها الأول هو دراستها: أن تركز في محاضراتها وتهتم بها، وتفيد أقصى إفادة من أساتذتها؛ تقرأ وتبحث وتحلل وتكتب، وتسأل في كل تخصص عما أشكل عليها، وتجالس العلماء والأساتذة الراسخين فتنهل من علمهم وتفيد من خبرتهم وتأخذ مفاتيح العلوم ومبادئها، لأنها فترة لا تعوض، وهذا هو طريق التفوق، وهذا ما أمرنا به الإسلام من إتقان العمل: [إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه]، {وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون}".
ويؤكد عاشور أن "هذه هي فترة الشباب التي أوصى الإسلام بها وركز عليها وأعطاها مكانة وقيمة وأهمية ليست كباقي فترات العمر، لقول النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه معاذ بن جبل: [ما تزال قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع عن عمره فيم أفناه وعن شبابه فيما أبلاه وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه وعن علمه ماذا عمل فيه]".
ويرى أنه "بهذا الانهماك والاشتغال بواجب المرحلة يسلم الفتى وتسلم الفتاة من تضييع الأوقات في فضاءات الجامعات، والتسكع بين مباني الجامعات، وقضاء الأوقات مع الجنس الآخر في أحلام وأوهام لن تتحقق، وليس هذا وقتها، فالطالب الذكي والطالبة النبيهة هي التي تحتفظ بكل عواطفها لتعطيها لزوجها كاملة، وهذا هو التفكير العاقل الذي يضمن للطلاب تفوقهم، ويحفظهم في شبابهم، ويبني حياتهم المستقبلية الزوجية على تقوى من الله ورضوان".

التقوى خير زاد

أما الدكتورة صفية الودغيري الكاتبة والباحثة في العلوم الشرعية، فقد آثرت أن تكون مشاركتها في هذا الموضوع المهم، عبارة عن رسالة موجهة إلى الفتاة التي تخطو خطواتها الأولى في الجامعة، وتبدأ هذه الرسالة بالقول "رسالتي اليوم إليك أيتها الفتاة المقبلة على الدراسة بالجامعة، همسات أهمس بها إليك، وهي معالم تضيء طريقك، فاحفظيها بقلبك وعقلك، واحمليها معك في حقيبتك، وتعلمي منها جِماع الخيرات ورأس الفضائل، وتزوّدي منها بزادٍ يسدُّ حاجاتك لحياةٍ طيبةٍ كريمة".
وتقول "إنك يا فتاة الجامعة ستحيين حياةً جديدة، وفصولاً مختلفة عن فصول حياتك السابقة، وواقعًا مختلطًا تلبسين له لباسه، وستقابلين يوميًّا أصنافًا شتّى من المدرِّسين والمدرِّسات، وستخالطين كَوكبةً من الطلبة والطالبات على اختلاف لغاتهم، وأجناسهم، وألوانهم، وطَبائعهم، وقيمهم، وأخلاقهم، ومذاهبهم، وتعدُّد غاياتهم وطموحاتهم وثقافاتهم .. وخلال هذه المرحلة الجديدة من حياتك ستواجهين هبوب الرياح تعصف بأفكارك ومشاعرك، وستراودك خواطر شتّى، ومشاعر متناقضة، وأحلام وآمال، وتجارب وخبرات"
وأكدت أن خير ما تتزود به الفتاة لهذه المرحلة هو زاد التّقوى والإيمان "فإيمانك بالله هو بوصلتك وخارطة طريقك، وهو دستورك الذي ينظِّم علاقاتك وصِلاتك بالآخرين، وهو الذي يحكم منهجك، ويرتقي بأسلوبك في التعامل مع كل من ستقابلينهم أو تتعاملين معهم من أساتذة وطلبة .. وإنَّ تقواك هو منهج حياتك، وصَمّام أمانك، وسرُّ قوتك، وهو من سيصونك ويحمي عقلك وقلبك، كما روحك وجسمك، وهو ميزان أقوالك وأفعالك".
وتنصح الفتاة بالبعد عن دعاة التغريب والتحرر المزعوم قائلة "واحذري الشِّعارات التي تبثُّ سمومَ أفكارها التَّحرُّرية والتَّغريبيَّة، لتَصْرِفك عن رسالتك العلمية، ولتستخدمك مِعْولاً يهدم أركان الدين وقواعده، ولكي ينزعوا عنك حشمتك ووقارك، وأدبك وحياءك، ومثل هؤلاء يريدون للفتاة المسلمة وللشباب المسلم أن يفقد هويته، وينغمس في شهواته، وهم ممن خاطبهم الحق سبحانه فقال: {والله يريد أن يتوب عليكم ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلاً عظيماًْ}".
وتحث الفتاة على الالتزام بالزي الشرعي والحفاظ على حيائها فتقول "وأنت الفتاة المسلمة المؤمنة مَنْ تاجُها الحَياء، وعلامَةُ إيمانِها التُّقى والعَفاف، فَلْيَكُن مظْهَرُكِ منسجمًا مع رسالتك العلمية، ولْيَكُنْ لباسُكِ الحجاب الشَّرعي السَّابغ الذي يعكس معدن جوهرك، ومرآة طُهْرِك وعِفَّتِك، وتجنَّبي مظاهر التَّبَرُّج والسُّفور، أو ارتداء الحجاب العصري الذي شاع بكثرة في صفوف الفتيات، والذي تتوفر فيه نفس شروط الزِّينة والجاذبيَّة التي تظهر بها المرأة الحاسِرة المتبرِّجة، بل قد يكون أكثر فتنة"، وتضيف "وكما هو شأن مظهَرِك كذلك شأن سُلوكِك وتصرُّفاتِك ينبغي أن تكون منسجمةً مع مظهرك ولباسك، لا يناقِضُه ولا يسيءُ لسمعتِك ولا لدينِك".
وعن حدود علاقاتها مع زملائها وأساتذتها تقول "عليك احترام العلاقة التي تربط بينك وبين زملائك من الطلبة، ودكاترة الجامعة، في حدود ما يخدم رسالتك العلمية، ويحافظ على التزامك بالضوابط الشرعية، بعيدًا عن الخضوع في القول أو التقليد الغاوي لغيرك من الفتيات في اتِّخاذ الجامعة ملاذًا للتَّحَرُّر من التقاليد والأعراف الاجتماعية، والانْفِلات من الرَّقابَة الأسريَّة، والتَّخَلّي عن تطبيق أحكام الدين والتزاماتِه الشَّرعية، والتَّفكير المنحرف بالحُبِّ والغزل، وإقامة علاقات وصداقات غير شرعية، أو التَّفكير المبكِّر بالزواج سراًّ، أو ترك فصول الدِّراسة واغتنام الساعات في اللَّهو والتَّسلية والقعود في المقاهي والسَّاحات، وإدمان عاداتٍ سيِّئة"، مشددة على أن تمسكها بهذه الضَّوابط الشرعيَّة والعلميَّة يجعلها دستورا تحافظ به على نفسها ورسالتها.
وفي النهاية تؤكد الدكتورة الودغيري وتذكر الفتاة بأن الغاية من خَلْقِها ووجودِها هي تحقيق العبادة بالعلم وبالعمل، وبالقول والفعل.

خاتمة 

لا يمكن أن ننسى دور الأسرة في توجيه أبنائها وبناتها، في أي مرحلة من المراحل العمرية والتعليمية، فنحتاج إلى أسر تعرف الواقع جيدا وتعرف كيفية التعامل معه، نحتاج أمًّا تكون علاقتها مع ابنتها التي وصلت إلى هذه السن الحرجة علاقة صداقة، بحيث تكون هي محضن أسرار ابنتها ومحل ثقتها، لتكون حرزا لها من شياطين الإنس، ولا ينبغي بحال ومهما كانت الظروف، أن تكون العلاقة بين الأم وابنتها علاقة ندين متشاكسين، أو علاقة يشوبها الخوف والقلق لدى الفتاة تجاه والدتها، لأن عواقب ذلك وخيمة جدا.

الإعلام الغربي والتحيز ضد المرأة السعودية

الإعلام الغربي والتحيز ضد المرأة السعودية
طارق السيد

بسم الله الرحمن الرحيم

من اللافت للنظر أن قضية المرأة في المملكة العربية السعودية تحظى باهتمام كبير من الدوائر الإعلامية الغربية وربيبتها العربية، وسبب هذا الاهتمام أن محاولة علمنة المجتمع السعودي كانت ولا تزال عصية على الساسة في الغرب وأذنابهم في الداخل؛ نظرا لما تميز به المجتمع من حرص على البناء العقدي الإسلامي الصحيح للفرد، والذي يتشربه منذ نعومة أظافره. وهو منهج في البناء يعد امتدادا لدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله، وقد ظلت العقيدة الإسلامية هي الحصن الحصين الذي يحفظ المجتمع من مخططات العلمنة والتغريب، ومن ثم سعى الغرب إلى النفاذ للمجتمع السعودي تحت شعار حقوق المرأة، وهو شعار يتمتع بجاذبية ويلقى قبولا، ولا يصطدم فيما يبدو للوهلة الأولى بتعاليم الإسلام، ومن ثم يمكن للمجتمع تقبله، خاصة وأن هذا المدخل قد تم تجربته في عدد من البلدان الإسلامية، وكان له تأثيره الكبير في مسخ هوية هذه المجتمعات وسلخها من عقيدتها، حدث هذا في مصر وتونس منتصف القرن الماضي، حتى أصبح الحجاب في وقت من الأوقات هو رمز القهر والاستبداد والتخلف.

وقد وجدت حركة تغريب المرأة السعودية ممانعة شديدة في بدايتها، لكن هذه الممانعة تضعف أحيانا مع مرور الوقت خاصة في ظل النشاط الكبير التي تقوم به هذه الحركة في الفترة الأخيرة، حيث أصبحت تجهر بمطالبها وأطروحاتها، وتقوم بتنفيذ برامج عملية تسعي من خلالها إلي تغريب المرأة، وظهر رموزها من النساء والرجال في وسائل الإعلام المختلفة، مجاهرين بدعوتهم ومطالبهم. وإن كانت لا تزال المرأة في المجتمع السعودي تحتفظ بقدر كبير من الاحتشام والبعد عن التبرج والسفور.

لذلك وجب على الدعاة والمصلحين والعلماء والمثقفين وطلبة العلم والنخب من الرجال والنساء أن يقفوا أمام هذه الدعوات بالمرصاد، وأن يبرزوا الجوانب المضيئة لواقع المرأة السعودية، وينظموا الحملات الترويجية لهذا الواقع المشرق وأن يواجهوا أي تقصير أو ظلم قد يقع على المرأة نتيجة لعدم فهم الإسلام بشكل صحيح أو نتيجة للعادات والتقاليد البعيدة عن صحيح الدين، وفي هذا الإطار يكفي أن نشير "من خلال آخر الإحصائيات إلى أن نسبة عمل المرأة السعودية 14% من إجمالي القوة العاملة في القطاع الحكومي، و50% في قطاعي التعليم والصحة، ومن حيث التعليم فالسعوديات الملتحقات بالتعليم العالي تصل نسبتهن إلى 60%، والمرأة السعودية تمثل المرتبة الثامنة تعليمياً على مستوى الدول العربية بنسبة 62.8%، إضافة إلى أن مدخراتها بلغت في سوق العمل قرابة 62 مليار ريال، وقد انضمت آخرًا 20 سيدة سعودية إلى منظمة سيدات الأعمال في العالم العربي، المنبثقة من منظمة سيدات الأعمال العالمية، والتي تشترك فيها 200 سيدة "(1).

وليس معنى هذا أن المرأة في المملكة لا تعاني من عدد من المشكلات، لكن ما تعانيه المرأة في المملكة هو نتيجة لضعف تدين البعض وتأثرهم بدعاوي الغرب، لا كما يروج الإعلام أنه نتيجة لتمسك المجتمع السعودي بتعاليم الإسلام، ومن هذه المشكلات: "المنع من الميراث يوجد عند بعض القبائل، والعضل حيث يتسلط بعض الأولياء ويمنعون بناتهم من الزواج بحجج واهية للاستيلاء علي مرتب البنت، خاصة إذا كانت موظفة، ولهذا السبب كثرت العنوسة في المجتمع السعودي، بل إنها وصلت إلي معدلات خطيرة ولافتة للنظر، ومنها الحجر، والمقصود بالحجر أن تمنع الفتاة من الزواج إلا من قريبها أو ابن عمها علي وجه الخصوص. ومنه الاستيلاء علي المهر، حيث يغالي بعض الأولياء في المهور مغالاة ظاهرة، بغية الاستيلاء علي المهر، ومنها: معاناة المطلقات والأرامل حيث تعاني المطلقات والأرامل في المجتمع السعودي معاناة كبيرة، خاصة في مسألة الإنفاق علي أنفسهن وأولادهن، إذ مقررات الضمان الاجتماعي لهذه الفئات تقرب من كونها مساعدات رمزية لا تفي بمتطلبات الحياة وصعوبتها.

العنف الأسري:
 فقد زادت معدلات العنف الأسري في السنوات الأخيرة، وهي موجهة إلي الذكور والإناث لكنها في حق الإناث أكثر. إذ كشف تقرير خاص بالحماية الاجتماعية بمنطقة الرياض أن عدد حالات العنف الأسري وصلت إلي (508) حالة مسجلة خلال الفترة من 1/1/1428هـ و حتى 30/9/1428هـ ، تبلغ نسبة الذكور منها (56) حالة، والإناث (452) حالة.
ومنها التحرش والابتزاز الجنسي، وقد ظهرت في السنوات الأخيرة نتيجة وجود الاختلاط بين الجنسين في بعض أماكن العمل حالات التحرش والابتزاز الجنسي للمرأة "(2).

لكن تجدر الإشارة إلى أن هذه المظالم هي المدخل الذي يستغله الإعلام الغربي وأذنابه في الداخل؛ للترويج لدعواهم في حين أن هذه المظالم ليست من الدين في شيء، وليس للإسلام أي علاقة بها، وإنما هي تجاوزات نتيجة البعد عن الإسلام، كما لا يمكن وصف جميع هذه التجاوزات بالظواهر واسعة الانتشار، سوى مشكلتي العنوسة والطلاق حيث تشير الأرقام لارتفاعهما، كما أن هذه المشكلات هي مشكلات تعاني منها المرأة في كثير من المجتمعات، بما فيها المجتمعات الغربية وهي أضعاف ما تعانيه المرأة في مجتمعاتنا. الأمر الذي يؤكد حالة التحيز وعدم المصداقية والانتقائية التي يعاني منها الإعلام الغربي عند تعاطيه مع المجتمعات الإسلامية بشكل عام والمجتمع السعودي بشكل خاص. 

التحرش .. أزمة مجتمع

التحرش .. أزمة مجتمع
مجدي داود

بسم الله الرحمن الرحيم

إنها مشكلة كبيرة على كافة المستويات والأصعدة، انتشرت في البلاد انتشار النار في الهشيم، لا فرق بين المدن الكبيرة والأرياف، لا فرق بين كبيرة وصغيرة ولا بين محجبة وسافرة، كلهن يتعرض لها، حتى باتت تؤرق المهتمين بها المدركين لخطورتها، يسعون لإيجاد علاج لها، ولكن الكثيرين منهم، يعالج نتائج الظاهرة فقط، بناء على رؤيته القاصرة، وقليل منهم من يتطرق إلى أسبابها، ويتعمق في تحليلها، ليصل إلى العلاج الكامل الصحيح، الذي يعالج جذور المشكلة ونتائجها وتداعياتها في آن واحد، دون إفراط ولا تفريط.
نعم .. إنها مشكلة بل جريمة التحرش الجنسي، تلك الجريمة التي طفت على السطح قبل سنوات، وكانت في البداية تحرش لفظي، إلا أنه قبل سنوات قليلة وفي أحد الأعياد، ظهرت المشكلة بشكل فج، في محاولات التحرش الجسدي بالفتيات في وسط العاصمة المصرية القاهرة، في وضح النهار، في ظل عجز الأهالي والمارة عن حماية الفتيات من الذئاب المفترسة، وتكررت تلك الظاهرة الكارثية -التي لا يمكن نعتها بأقل من الإجرام- مرارا وتكرارا، دون أن يتم الوصول إلى حل لها، وقد تفاقمت حتى بلغت حدا غير مسبوق.

نظرة ضيقة وعلاج خاطئ

عندما تثار هذه القضية في مناسبات مختلفة، ونستمع لآراء الناس حولها، نجد الكثير من القصور في النظر، وعدم وضوح للرؤية، مع إصرار كامل على أن آرائهم هي الصواب المطلق، مع أنها آراء بنيت على أهواء ليس أكثر، ولو أنهم خرجوا من نطاق الأفكار المسبقة التي زرعت في عقولهم منذ الصغر لتغيرت مواقفهم وصارت لهم آراء مختلفة أو ربما مناقضة لما يقولونه.
من ضمن هذه الآراء، هي المحاولات المستميتة من قبل البعض بتحميل الفتيات وحدهن المسئولية الكاملة عن تلك الجريمة، وأنه لولا أنها خرجت من بيتها سافرة بغير حجاب، وبملابس ضيقة مثيرة للشهوة، مخالفة تماما لأحكام الشرع الحنيف، وللأعراف والتقاليد، ولولا سلوكها السيئ وتصرفاتها المشينة وحركاتها .. إلخ، لما تعرضت لما تعرضت له، ولما سمعت ما سمعت من هؤلاء الشباب بل الذئاب، متناسين أن هؤلاء الذئاب لا يفرقون بين ملتزمة بالزي الشرعي وغير الملتزمة، وإن كان تعرضهم لغير الملتزمة أكثر بالطبع، إلا أنهم يتعرضون أيضا للمحجبات والمنتقبات، وهو ما يؤكد أن الفتاة لا تتحمل المسئولية وحدها.

ويتزعم هذا الرأي الكثير من الشباب، وبالطبع على رأسهم هؤلاء الذئاب الذي لا يأبهون لخلق ولا لدين، والكثير ممن يعتنقون الفكر الذكوري، الذين يبررون لأنفسهم أي شئ يقومون به ويلقون باللائمة كلها على النساء، معتبرين أنهن كلهن سيئات وشياطين، وبعضهن –للأسف الشديد- يبرر موقفه بقول النبي الكريم صلى الله عليه وسلم [إِنَّ الْمَرْأَةَ تُقْبِلُ فِي صُورَةِ شَيْطَانٍ وَتُدْبِرُ فِي صُورَةِ شَيْطَانٍ]، وكأنهم لم يقرأوا من الأحاديث كلها غير هذا الحديث، دون أن يفهموا أن معنى الحديث هو أن الشيطان يزين أمرها ويحث عليها إذا خرجت في غير الصورة التي يجب أن تخرج بها، أي بدون حجاب، وليس في الحديث تشبيه للنساء بالشياطين أبدا، بل إن النبي -صلى الله عليه وسلم- قد أكد أنهن شقائق الرجال.

في المقابل تجد المنظمات النسوية التي تطالب بحرية الوصول إلى المرأة وحرية المرأة في فعل ما تريد، تحمل الشباب المسئولية الكاملة عن تلك الجريمة، رافضة أي حديث يدور حول ضرورة احترام الأعراف والتقاليد والشريعة الإسلامية، أو الالتزام بالسلوك القويم، زاعمين أن الحرية تمنح المرأة الحق في فعل كل شئ دون أن يكون هناك تعقيب على فعلها، أو مواجهتها ورفض هذه الأفعال.
إن التفكير العملي عند مواجهة أي مشكلة، يبدأ بدراسة هذه المشكلة أسبابها ونتائجها وخطورتها، ثم البحث عن حلول لها تتناسب مع طبيعة المجتمع وتقاليده والأحكام التي تقيده، للوصول إلى حلول مرضية حقا، وليست مجرد مسكنات، تسمح بتفاقم الظاهرة في الخفاء حتى تنفجر فجأة، أما التفكير السيئ والتفسير الخطأ لأي ظاهرة، دائما يقود إلى الفشل في العلاج، فكيف إذا كانت القضية بحجم قضية التحرش وخطورتها وتداعياتها؟!، بالتأكيد ستكون كل الحلول المطروحة بناء على هذه الأفكار الخاطئة غير صالحة لعلاج المشكلة.
تحميل طرف واحد فقط مسئولية هذه الجريمة، هو بالتأكيد خطأ فادح، فالذي يتحمل مسئولية هذه الجريمة هم الشباب الذين اخترقوا كل القيم والأخلاق والعادات والتقاليد الاجتماعية، وباتوا ذئابا بشرية لا تفرق بين الإنسانية والبهيمية، والفتيات اللاتي اعتقدن أنهم في عالم خاص بهن أو أنهن أحرار فيما يفعلن، فصرن كاسيات عاريات مائلات مميلات، فاتنات مضلات، وكذلك فإن المجتمع والإعلام والمؤسسات التربوية كلهم مسئولون عن هذه الجريمة بشكل أو بآخر.

أهم أسباب التحرش

بالخروج من النظرة الضيقة والفكر المتحجر، إلى فضاء التفكير الواسع حول أسباب تلك الظاهرة المقيتة، نجدها أسبابا كثيرة، إلا أنه يمكن تلخيص أهم هذه الأسباب في نقاط رئيسية وهي:
1-الابتعاد عن تعاليم الدين: لقد انتشر التبرج بشكل رهيب ومخيف، في المجتمعات التي تعاني من التحرش، حتى أن الكثير من الفتيات يمكن وصفهن دون حرج أو تجن أو افتراء بـ"الكاسيات العاريات"، فلا يكاد لباسهن يستر شيئا من أجسادهن، فهن مكشوفي الرأس والجيب وأعلى الصدر والساقين، كما أن هذا اللباس ضيق على الجسد، فيصفه ويبرز ما تحته، فهذا اللباس الفاضح من الطبيعي والمنطقي أنه يثير غرائز الشباب وشهواتهن، خصوصا عندما يقترن اللباس الفاضح بالصوت العالي والحركات والإيحاءات الجنسية.
وفي الوقت ذاته، فإن الكثير من الشباب غير ملتزمين بالأمر الإلهي بغض البصر، وعدم النظر إلى المرأة الأجنبية، وبالتالي فهو ينظر حوله ليرى الكثير من الفتيات الكاسيات العاريات، وما يرتدينه من ملابس فاضحة، فتثار غريزته وتتحرك شهوته.
2-إن مشاهد التحرش التي رأيناها في مناسبات مختلفة مثل الأعياد، تشير بوضوح إلى وجود أزمة قيمية أخلاقية تضرب جنبات هذا المجتمع، فقد اندثرت الكثير من الأخلاقيات والقيم الفاضلة مع هذه الأجيال الجديدة، فمن ذا الذي كان يتصور أن يأتي يوم يجري فيه الشباب وراء الفتيات في الشارع للتحرش بهن؟!، بالطبع لا أحد، وهذا التطور المخيف ناتج عن سوء التربية وانعدام الرقابة الأسرية، وكذلك المؤسسة التعليمية التي لم يعد لها دور يذكر في الجانب التربوي، والإعلام الفاسد المضل الذي يصور الحلال حراما والحرام حلالا، والخلق السيئ حسنا والحسن سيئا.
3-حالة البطالة التي يعيشها الكثير من الشباب، وحالة الترف التي يعيشها البعض منهم، فالنفس إن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل، وهؤلاء ممن لا يجدون عملا فصار الجلوس على المقاهي ومعاكسة الفتيات والتحرش بهن عملا لهم.
4-عرقلة الزواج: فللأسف الشديد، لقد انتشرت في مجتمعاتنا عادة قبيحة، وهي عرقلة الزواج وبناء أسر جديدة، فلابد للشاب أن يكون له شقة صفاتها كذا وكذا، ويعمل وظيفة بمرتب لا يقل عن كذا، ثم يحضر مهرا لا يقل عن كم معين، وهذه الشروط التي تجعل الشباب يفرون من الزواج الذي يقصم ظهورهم، ويذهب بجهدهم سنوات في غمضة عين، لقد أغلقوا أمامهم سبيل الحلال الطيب، فماذا يفعلون؟!.

علاج التحرش من منظور واقعي إسلامي

مما لا شك فيه أن التحرش الجنسي هو محرم في شريعة الإسلام، بل إن الإسلام حرم كل ما يمكن أن يؤدي إلى التحرش، فنظرة الإسلام لهذه القضية نظرة واقعية شاملة واضحة تقوم على العلم الإلهي المسبق بطبائع الجنس البشري وما يطرأ عليه من تغييرات، منذ خلق آدم –عليه السلام- إلى قيام الساعة، ولهذا كان تحريم النظر إلى المرأة الأجنبية، في آيات واضحة في كتاب ربنا عز وجل، نصوص واضحة قاطعة لا تقبل شكا ولا تأويلا، سواء كانت تلك المرأة سافرة غير ساترة جسدها حتى ولو كانت عارية، أو كانت محجبة ملتزمة بما أمرها به الله عز وجل، وهذا أمر شامل لكل مكان وزمان ومجتمع وعصر وظروف.
كذلك فإن الله عز وجل قد أمر المرأة إذا بلغت المحيض أن تلتزم بالزي الشرعي، وقد أجمع العلماء على أنه يجب ستر جسد المرأة كاملا عدا الوجه والكفين، حيث اختلفوا في سترهما، أهو على سبيل الوجوب أم على سبيل الاستحباب، ولم يعرف لإجماع العلماء مخالف، والإجماع غير قابل للنقض، حيث أنه مصدر من مصادر التشريع الإسلامي، والمرأة إذا ما أرادت أن تعصي أوامر ربها، فعلي أبيها أو زوجها أو أخيها، أن يمنعها عن ذلك ولو بالقوة، ولا يجوز له أن يسمح لها بالخروج إلى الشارع بغير الزي الشرعي.
وإذا كان المولى عز وجل قد أمر بغض البصر وستر العورة، فإن رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم ومن بعده صحابته الكرام قد دعوا لتيسير الزواج، وفي زماننا هذا، صار أمر تيسير الزواج ضروري لا يمكن التخلي عنه، وإلا فإن المجتمع كله مشارك في تلك الجريمة النكراء بسكوته على تنفير الشباب –من الجنسين- من الحلال الطيب، ليلجأوا إلى الحرام الخبيث، ولتنظر كل أسرة إلى أفرادها فستجد نفسها مضارة من هذا التعنت الغير مبرر.

التربية والأخلاق والإعلام

إننا بحاجة ماسة لمراجعة المنظومة القيمية والأخلاقية للمجتمع، التي باتت في مستوى سيئ لا يمكن معها أن يكون هناك مجتمع سليم، يجب التركيز من جديد على دور الأسرة في التربية وضرورة مراقبة أبنائها وبناتها، فالحرية المطلقة التي ينادي بها أتباع الغرب، لا يعرفها ديننا ولا تقبلها قيمنا وأخلاقنا الأصيلة، ويجب أن ينبذ المجتمع هؤلاء الداعين إلى الانحلال والفوضى، والتحذير منهم ومن حديثهم.
من الضروري أن تستعيد المؤسسات التعليمية دورها التربوي، فقد كان لهذه المؤسسات دور أصيل في التربية في الأجيال السابقة، وخرجت لنا رجالا ونساء يعرفون القيم والأخلاق جيدا، حتى وإن كان هناك قصور في الجانب التعليمي، ويجب رفع القيود التي تكبل أيدي القائمين على المؤسسة التعليمية عن القياد بدورهم التربوي، مع ضرورة تأهيلهم تأهيل جيد، حتى يقوموا بدورهم على أكمل وجه.
كذلك نحن بحاجة إلى إعلام من نوع آخر، إعلام يقدر التعاليم الدينية ولا يسخر منها، إعلام يحترم العادات والتقاليد والقيم والأخلاق ويدعو للتمسك بها والحفاظ عليها، إعلام يبني ولا يهدم، فالإعلام مكون أساسي لثقافات الأمم والشعوب، وفي بلداننا العربية هو المكون الأساسي، وفي كثير من الأحيان هو المكون الوحيد لثقافته وقيمه.

قوة القانون

روي في الأثر عن عثمان وعمر رضي الله عنهما أن الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن، ويقول الشيخ ابن عثيمين –رحمه الله (معناه يمنع بالسلطان باقتراف المحارم، أكثر ما يمنع بالقرآن؛ لأن بعض الناس ضعيف الإيمان لا تؤثر فيه زواجر القرآن، ونهي القرآن، بل يقدم على المحارم ولا يبالي، لكن متى علم أن هناك عقوبة من السلطان، ارتدع)، ونحن نرى أن أكثر الناس لا يأبهون لأوامر الله عز وجل ونواهيه، وباتوا لا يخافون إلا من قوة القانون والسلطان، ولهذا يجب على الدولة أن تسن تشريعا خاصا لهذه الجريمة، يعاقب مرتكبيها بشكل سريع بعيدا عن القضايا التي تظل سنوات أمام القضاة في المحاكم، بل يكون العقاب سريعا وعلنيا، حتى يكون التعذير شديدا، والعقوبة قاسية على مرتكب الجريمة، فيكون ذلك رادعا لكل من تسول له نفسه أن يفعل ذلك.
إننا بحاجة إلى تكاتف أفراد المجتمع كلهم، ومؤسساته التعليمية والتربوية والدينية ومؤسسات المجتمع المدني والأجهزة الإعلامية، وأجهزة الدولة التنفيذية والتشريعية والقضائية، من أجل مواجهة هذه الجريمة التي تزداد وتستفحل يوما بعد يوما، وإلا سنكون أمام كارثة حقيقية.

أصغر قصه يمكن ان تقرأها علي الإطلاق

" للبيع .. حذاء طفل رضيع .. لم يلبس قط "

للكاتب الرائع" هيمنجواي"

هذه أصغر قصه يمكن ان تقرأها علي الإطلاق

أصغر قصه مكتمله الأركان في العااالم


أحبائي الأعضاء ... منتظره ردودكم لتقولوا لي ماااذا فهمتوا من هذه القصه

لماذا فعلت هذا يا أمي ؟؟


قالتها لي فتاة نزيلة بدار الرعاية الأجتماعية فقد أرسلت لي رسالة تحكي حالها وسبب سجنها فكان مما كتبت بين طيان رسالتها وصفحتها أنا فتاة أبلغ من العمر 18 سنة أكتب قصتي وأسطر حروفها بعتاب ساخن أخرجه الألم وأفاضه القلب المجروح { لماذا فعلت هذا يا أمي } وأودعتني بدعوتك السجن وظلماته وكان بمقدورك أن لاتفعلي ذلك !!
لا أطيل عليكم ..
هذه الفتاة لها مع أمها قصة وأي قصة !! لها مع أمها حديث العقوق المشين والعصيان المقيت فكم كانت هذه الفتاة عاقة لأمها ليس في تصرفاتها فحسب بل حتى في أقوالها وحديثها وأنها في حالات كثيرة أحزنت أمها وأدخلت عليها الأسى والشجن والله يمهل ولايهمل!!
تقول هذه الفتاة عن نفسها في رسالتها..تعرفت على صديقة سيئة في الجامعة عرفتني بدورها على شاب كانت مؤهلاته الأناقة والوسامة وأصول الإتيكيت كما يقال بيننا معاشر الفتيات وأنه رومنسي لايوجد مثله استطاع أن يصطادني بأسلوبه وخفة دمه واقد كنت أتحدث إليه عن طريق الهاتف المحمول الساعات الطويلة وأعلل ذلك لوالدي أمام فاتورة الهاتف الباهظة بأنها صديقتي ولن أعود لتكرار ما فعلت فكان يعاتبني وما أسرع ما يتسامح ويعفو لكن في لحظة غفلة مني علمت {أمي} بذلك وأني على علاقة برجل غريب فنهرتني وحذرتني بل هددتني بإخبار والدي إن لم أقلع عن ذلك لكني رفضت لعلمي بضعف أمي وأنها لاتستطيع إخبار أبي فأنا أعرفها جيداً وبم تفكر فأعادت التحذير لكني رفضت وطالبتها بعدم التدخل كثيراً في شؤوني الخاصة وفي يوم من الأيام اتصل بي الشاب على الجوال وكنت بعيدة عنه فأخذته أمي وردت عليه وهو ساكت لم يتحدث لأن الصت مختلف فإيقنت أنه هو فردت عليه بكلام جارح وأسلوب قاسي فأخبرني هو بذلك فصدقته تحت ضغط الحب الزائف والتعلق المزعوم.
نعم أنا أحبه آنذاك ولا استطيع الإبتعاد عنه وبسبب ذلك ذهبت لأمي رافعةصوتي عليها بكلام لااستطيع البوح به الآن في رسالتي وأطلب من الله السماح والعفو والصفح فبكت أمي وجثت على ركباتيها وقالت : بنيتي مابك؟؟ اتق الله؟؟ أنا أمك..أنا أمك .. أنا أمك..
فقلت اتركيني ولا علاقة لك بي !! اتركيني وشأني !! لكن وفي لحظة فقالت : اسمعي مني فالتفت إليها ونظراتها بنظرات غاضبة قبح الله تلك النظرات التي أرسلتها لأعظم مخلق يحبني ويخاف علي رفعت يديها أمي وعينيها تذرفان بالدمع وقالت بصوت متقطع :{ اللهم اسألك أن تكفيني شرها } ونسيت أمي أن تدعو لي بالصلاح والهداية نسيت أن تدعو لي بالستر عدم الفضيحة لقد دعت أمي علي فأصابتني في مقتل فهذه الدعوة سلاح فتاك سريع الأثر كيف لا وهي دعوة الوالدة على بنتها ومن قلب غاضب عليها لتخرج فتخترق الحجب والسحب والسماء فتصل إلى الله السميع البصير !! 
{تطورت العلاقة } مع هذا الشاب حتى قويت الصداقة أكثر ونحن ننتظر الفرصة المناسبة للخروج معاً ضاربة بتهديد أمي لكني كنت خائفة من دعوتها خوفاً يجعلني في قلق دائم مما أفعله وكان الشيطان يستدرجني بتعلقي بهذا الشاب وفي لحظة غفلة من أهلي خاصة { أمي } خرجت معه مرات عديدة لتقع المصيبة الكبرى الجريمة الكبرى العظمى { الزنا } وبعد أشهر حملت منه سفاحاً فأخفيته عن أهلي لنتفق سوياً على إيجاد حل لهذه الكارثة، ودعوة أمي ماتزال بين عيني لاتفارقني ومنظرها وهي رافعة يديها تدعو علي مشهد لايتوقف .. اتفقنا سامحنا الله على إجهاضه وقتله وهو من لاذنب له ولا خطيئة وتحت جنح الظلام رمال المعصية وصحراء الخطيئة أجهض الحمل وأسقط في حفرة الذل والانحطاط لكن الله كان لنا بالمرصاد فه الذي يمهل ولايهمل فكشف الله الجريمة على يد رجال الأمن ليخرج الصباح وتشرق الشمس وتستيقظ الأسرة على مصيبة تنوء بحملها الجبال الراسيات بكيت كثيراً وأنا في السجن أتذكر دعوة أمي التي قتلتني فالحادثة مهولة والنهاية فاجعة بالنسبة لي ولأهلي وأقول بمرارة ألم : بأي وجه أقابل أمي الحنون !! وبأي حال أقابل أبي الكريم !!
هو مطأطئ الرأس مسود الوجه قد ذبحته بغير سكين كيف لا !!
والجريمة بشعة والمصير السجن لامحالة،،،

قصة حب مره حلوة ان شاء الله تعجبــــــكم


بسم الله الرحمن الرحيم
ياليت تعجبكم القصه..؟
كانت خلود قاعده جدام دريشتها وفي ايدها صورة حبيبها محمد وقاعده تغني في اسم محمد 
وهي سرحانه تسمع صوت من دريشه الشقه الي جدامها 

جاسم : الله صوتج وايد حلو .. ويفتح الدريشه و يطالعها 

خلود : ويعه وانت شكو .. تسمع على بنات خلق الله 

جاسم : انا اسف انا كنت يم الدريشه ابي افتحها وجذبني صوتج وانتي تغنين

خلود : مو انا كنت متوقعه انا شقه الي جدامنا مافيها احد فاضيه 

جاسم : أي لانه تونا ساكنين اليوم 

خلود : زين خلاص لا تطولها .. يالله سكر دريشتك 

جاسم : وليش تسكرين علي حياتي 

خلود : شكو دريشه في حياتك ؟؟ 

جاسم : لانه منها القى ما بقى من حياتي 

خلود : اوووووه شكلك مينون .. انا ابي اسكر دريشتي وارتاح منك 

)وتسكر الدريشه ) 

ويبقى جاسم عند دريشته يطالع لي سماء وهو سرحان ..

وتمت خلود تتابع جاسم من ورا ستارة دريشتها وهو ما يدري عنها وتستغرب سرحان 

جاسم الطويل ونظراته لي السماء وهو جالس يكتب في دفتر كان ما يفارق ايده .. 

وبعد اربع ايام فتحت خلود الدريشه قصدت منه تهويت الغرفه وفي ايدها الثانيه تليفونها النقال تكلم فيه حبيبها محمد 

خلود : محمد شفيك صار لك مده ما تكلمني شنو لي مغيرك علي 

محمد : ( بدون نفس ) مافي شي 

خلود : شنو مافيه شي انا مزعلتك يا محمد 

محمد : اوووه تراج اذيتيني وياج ما عندي غيرج يعني 

خلود : محمد انت شنو قاعد تقول ؟؟ 

محمد : اقول خلود انا مشغول مع السلامه 

خلود (بصوت عالي ): بس محمد 

(ويسكر التليفون ) 

ويفتح جاسم الدريشه وهو حاط على ظهره بطانيه صوف وبايده المرتعشه ماسك دفتره 

ويطالع لي سماء ويكتب في دفتر وملامح ويهه تبين عليه التعب 

و خلود ) ماسكه في ايدها التليفون وفي ايد ثاني حطتها على راسها وتفكر ) 

جاسم : ( يطالع لي خلود وبصوت ضعيف ) صباح الخير 

خلود : (تطالعه ) نعم 

جاسم : اسف على الازعاج بس حسيت من المفروض علي اصبح على جارتنا 

خلود : هذا انتم يا الشباب ما تشوفون بنت الا 

ويقاطعها صوت مسج من محمد وتفتحه بسرعه 

(خلود خلاص انسيني انا لقيت غيرج مع السلامه) 

وتنصدم خلود من محمد وتحاول تدق عليه 

ويقاطعها صوت مسج ثاني 

(خلود تراني عطيت خطي حق ولد خالتي لا تحاولين تدقين علي) 

ومن هول ما شافت يطيح التليفون من ايدها الى ارض العماره ويتكسر .. وتنزل الدمعه من عين خلود 

وهي ساكته ما تعرف شنو تسوي ؟؟؟ 

جاسم : عسى ما شر شنو السالفه ؟؟ 

خلود : ( بنظرات حقد ) انتم كلكم نفس بعض الله ياخذكم ويحرقكم مثل ما حرقتوا قلبي 

جاسم : بس انا 

) وتسكر دريشة غرفتها بقوه ) 

زاد تعب جاسم لما شاف خلود جي .. وحس انه يضايقها وعزم انه ما يفتح دريشته لما يشوفها ..

علشان ما يضايقها .. وتم على هذا مده مو قصيره ..

ومن ناحيه ثانيه كانت خلود حزينه على الي سواه محمد فيها وكانت تفكر 

وتراجع كلامها خافت انه في كلمه قالتها له ضايقته فيها .. 

بس ما لقت شي ما عمره طلب منها شي غير انه عطته بدون حدود ولا كانت تنطر منه كلمة شكر 

وبعد فتره حست ان جاسم له مده ما طلع من دريشته الي كان متعود عليها وكانت تنطره فتره على اقل تتاسف له على سوته بس ما شافته 

وصارت تنطره عند الدريشه فترات طويله من النهار بس ما طلع ولا اقترب من دريشته 


وفي يوم كانت مستعجله تبي تلحق على باص المدرسه فتحت دريشتها ولقته توه فاتح 

دريشته ولما شافها كان يبي يسكرها 

خلود : لحظه لحظه 

جاسم : يفتح الدريشه .. هلا ؟ 

خلود : شوف في كلام ودي اقوله لك بس انا مستعيله الحين اكلمك العصر اوكي الساعه 5 

يالله مع السلامه لانه باص المدرسه ينطرني تحت 

جاسم : ان شاء الله اذا قدرت مع السلامه 

خلود : لا تكفى حاول 

جاسم : ان شاء الله 

وتروح خلود لي مدرسه وتعد الساعات علشان تطلع ولما طلعت تمت في غرفتها تطالع الساعه 

لين تي الساعه 5 ولما يت ركضت لي دريشتها وفتحتها بس ما شافت جاسم عند الدريشه .. 

جلست قدام الدريشه تنطر وتمر الدقيقه ورا الدقيقه وتجري الساعه وراى الساعه وينزل 

ظلام الليل على سماء الكويت وتزيد ظلمة غرفة جاسم ظلمه لين يت الساعه 10 بليل وقالت 

خلود حق نفسها اكيد هو زعلان ولا منحرج مني ولا راح يجي ابي اسكر الدريشه وانطره بكره 

وتسكر دريشتها وتحس بنور من غرفة جاسم وترد وتوخر الستاره عن الدريشه وتشوف ام جاسم 

تفتح الدريشه ويدخل جاسم لي غرفته على كرسيه المتحرك ويقترب من الدريشه 

وتحط بطانيه صوف على كتف جاسم وترسم على جبهته قبله من شفات امه وتطلع من الغرفه ويقترب 

جاسم لي دريشه وعينه الى سماء ويتمتم بكلمات وتنزل من عينه دمعه .. 

وتفتح خلود الدريشه 
خلود : ( بصوت خفيف ) قوه 

جاسم : ولا يحس فيها 

خلود : ( تعلي في صوتها ) قوووه 

جاسم : يلتفت لها ويمسح ما نزل من خده من دموع .. هلا اسف ما انتبهت عليج ..

واعذريني لما تاخرت عليج بس ما كان في ايدي توني ياي 

خلود : لالا مو مهم اهم شي انك رديت .. بس انت شنو قاعد تقول حق روحك .. اشوف شفاتك تتحرك 

وتنزل دمعه من عينك 

جاسم : اقول (ابتسم واضحك تره الدنيا حلوه ) 

خلود : الله وايد حلو كلامك 

جاسم : مشكوره هذا كلام اقص على روحي فيه 

خلود : وليش تقص على روحك 

جاسم : مو مهم تعرفين .. ولا ودي اقوله لانه وايد يعذبني 

خلود : على راحتك وعلى العموم انا كان ودي اتاسف لك على الي صار هذاك اليوم 

جاسم : يعني انا ما كنت مضايقج 

خلود : هي مو سالفت مضايقني بس كنت ....

جاسم : كنتي متزاعله مع محمد 

خلود (باستغراب):شلون عرفت؟؟

جاسم: سمعتج وانتي تكلمينه .. صوتج كان عالي

خلود: لا حنا خلاص افترقنا .. وانا مو متحسفه عليه لانه هو الخسران خسر قلب كان يحبه 

جاسم : واليوم 

خلود : اكرهه .. اكرهه على كثر ما حبيته .. اكرهه.. والله اكرهه .. 

جاسم : لا تحلفين الي يحب ما عمره يكره 

خلود : والله كرهته .. كرهته يـــا ..... ؟؟ 

جاسم : جاسم ..اسمي جاسم

خلود : عاشت الاسامي يا جاسم .. وانا اسمي خلود 

جاسم : عاشت ايامج .. وعاشت الاسامي يا خلود 

خلود : تسلم .. خلاص يا جاسم لو سمحت لا تذكرني فيه .. زين ابي اسئلك سؤالين ممكن ؟ 

جاسم : أي حاضر 

خلود : انا كل مره اشوفك اشوف وياك هالكتاب ماسكه وياك وتقعد تكتب فيه شنو تكتب ؟؟؟ 

جاسم : اكتب قصص .. هوايه من انا صغير نسيتها فتره ورديت لها من سنتين 

خلود : وشنو تكتب وليش رديت لي الكتابه ؟؟ 

جاسم : اكتب اشياء وايد كل شي يخطر على بالي ورديت له من سنتين بسبت مرضي 

خلود : سؤال ثاني ودي اقوله لك بس مستحيه 

جاسم : لا قولي لا تخشين في قلبج 

خلود : انت من متى على ......

جاسم : على الكرسي .. انتي شفتيني ؟؟

خلود : أي مو انا كنت انطر ولما سكيت دريشتي امك دشت غرفتك وانت دشيت وراها وشفتك 

جاسم : انا قبل ما كان فيني شي لين سنتين حاشني مرض قعدني على الكرسي هذا ما اقدر 
امشي منه الا بصعوبه 

خلود : الله يشفيك ان شاء الله 

جاسم : ان شاء الله 

خلود : ممكن اشوف الي انت تكتبه 

جاسم : أي حاظر بس لحظه ابي اسمي الكتاب .. وكتب عليه اسم ( فاقد الشي لا يعطيه ) ..

زين شلون اعطيك ايها 

خلود : حنا قريبين يم بعض حذفه علي وانا امسكه 

جاسم : اخاف ما يوصل لج 

خلود : ما عليك انت حذفه وانا امسكه 


ويحذفه جاسم كتابه على خلود وتمسكه في ايدينها الثنتين وتضمه على صدرها 

جاسم : اشوفه وصل لج 

خلود : حمدالله والله كنت خايفه اني ما امسكه 

جاسم : ايل اخليج تقرينه لاني لزم اخذ دواي وانام الحين وبكره عندي مراجعه لي المستشفى 

خلود : طمني عليك .. وانا ابي اسهر عليه 

جاسم اوكي خلاص ايل تصبحين على خير 

خلود : تلقى كل خير في ويهك 

جاسم : هذه يديده 

خلود : أي هذه علشانك بس ) ويحمر خدها خجل وتسكر الدريشه ) 
وتجلس على طرف سريرها وتفتح الكتاب واستغربت من عنوان فاقد الشي لا يعطيه 

وافتحت الكتاب ومن اول سطر لقت روحها تمشي صفحه ورا صفحه وقصه ورا قصه 

ودموعها من غير شعور تنزل من عينها وعلى خدها تجري لين ما طلع الصبح

ولقت روحها انتهت من اخر قصه وهي تنصدم من روحها لانه تاثرت وايد 

بالقصص ولا توقعت انها راح تبجي هالكثر .. كل القصص نهايتها حزينه 

وحست من عنوان الكتاب ان قصد جاسم انه فاقد الفرحه ولا قدر يعطيها لي ابطال القصه الي يكتبها ..

وحست انه انسان وايد طيب وحساس ومرضه اثر عليه وايد ..

وبدلت ملابسها وراحت لي المدرسه .. ولما ردت من المدرسه وهي نعسانه ودها تنام

قالت حق روحها خني اشوف جاسم رد ولا لين الحين .. وفتحت الدريشه وشافت جاسم ينطرها 

جاسم : انا حاس كنتي تبين تفتحين الدريشه الحين 

خلود : شلون عرفت؟؟ 

جاسم : احساس 

خلود : تدري انك مسهرني من امس ما نمت تميت اقرا القصص كلها ولا خليت ولا سطر .. 

كلامك وايد حلو ومشاعرك صادقه .. ماشاء الله عليك والله موهوب 

جاسم : لا شدعوا هي مجرد قصص اكتبها القصد منها تضيعت الوقت 

خلود : جاسم عمرك حبيت ؟؟؟ 

جاسم : أي حبيبت ساره ولميس وهند . وبعد حبيت نوف وعشقت نوره و مريم . 

خلود : بس هذيل ابطال قصتك 

جاسم : انتي ما لاحظتي بكل القصص اسم بطل واحد 

خلود : قصدق ناصر .. أي صح 

جاسم : انا حبيت هذيل كلهم وعشت في ناصر 

تصدقين كان ودي انهي كل قصه منها بشي سعيد بس ما اقدر امنح السعاده وانا بنفسي فاقدها

خلود : بس يا جاسم 

جاسم : لا بس ولا شي لا تحاولين تقنعيني 

خلود : ما ادري شنو اقولك بس انا بخليك الحين واشوفك بالليل لاني وايد نعسانه 

جاسم : على خير 

خلود : تصك الدريشه وترد تفتحه بسرعه .. جاسم ...جاسم 

جاسم : يفتح الدريشه .. نعم 

خلود : نسيت اسئلك شنو سويت في المستشفى ؟؟ 

جاسم : ما سويت شي فحصوني مثل كل مره وصفوني مسكنات وقالوا راجعنا بعد شهر ..

خلود : الله بشفيك ان شالله 

جاسم : ان شاء الله 

خلود : أوكي أشوفك بالليل مع السلامه 

جاسم مع السلامه 

وتقوم خلود الساعه 9 ونص بالليل وتركض لي دريشتها وتفتحها 

ولا تشوف جاسم قدامها ينطرها 

خلود : من متى انت هني ؟؟ 

جاسم : انا هني من اول ما خليتني 

خلود : شنووو ؟!!

جاسم : أي والله تميت عند الدريشه من اول ما خليتيني وانا انطرج

خلود : بينها وبين نفسها (يا بعد عمري ) 

ماادري شنو اقولك 
جاسم : لا تقولين شي كلميني عن روحج ... انا لين الحين ما اعرف عنج شي 

خلود : انا يا جاسم انسانه مثل أي انسانه في الدنيا حبيت واحد لكن للاسف طلع خاين 

جاسم : بس هذا مو آخر العالم .. والحمدالله انج في الأخير كشفتيه على حقيقته

خلود : حمدالله على كل خير وان شاء الله .. الله يعوضني في الي احسن منه 

جاسم : ( يسكت وينزل راسه ) لا يكون عبالج انا راح اكون ..........

خلود (يحمر خدها خجل ) 

ومن قال (وترتبك ) 

انا اصلا ما فكرت فيك ولا اهتميت لك وهي كله مجرد سوالف واذا تبي اسكر دريشتي ولا راح 

تسمع صوتي مره ثانيه 

جاسم : ( يلف راسه لي اتجه ثاني عن خلود ) يكون احسن 

خلود : انصدمت ولا قدرت تقول شي 

جاسم : يلتفت لها والدموع على عينه .. انا اسف ...مع السلامه 

خلود : جاسم لا تروح ابيك

جاسم : نعم 

خلود : جاسم ممكن نكون اصدقاء .. ولا يكون غير هذا بينا .. انا محتاجه لك يا جاسم 

جاسم : بس .........

خلود : هالمره لا بس ولا شي اقولها لك اسكت وخني اكمل لا اهفك بكس في ويهك 

) وتمسح دمعه من خدها وتضحك ) 

جاسم : يضحك .. ويقول لها الله يقطع ابليسج وهم انا بعد محتاج لج 

خلود : خلاص كل واحد فينا محتاج حق الثاني انتهت المشكله 

جاسم : ايل خلاص .. اصدقاء 

خلود : زين انت ما كلمتني على روحك ؟؟ 

جاسم : انا يا خلود وحيد امي.. ابوي مات من زمان انا ما شفته.. مات وانا توني صغير 

خلود : الله يغمد روحه الينه

جاسم :آآآمين وكنت وايد متفوق في الدراسه لين تخرجت من الثانوي 

ولما دشيت جامعه ما خلصت غير كورس واحد وياني مرض .. وانا الحين على هالحاله .. صار لي سنتين

خلود : الله يشفيك 

جاسم : زين انتي صج عندج اخوان ولا خوات ؟؟

خلود : أي عندي اخت وحده وامي منفصله من ابوي صار لهم اربع اسنين 

جاسم : ايل وين اختج ما اشوفها

خلود : والله اختي من ربع الانترنت اربع وعشرين ساعه في غرفتها مقابلته 

جاسم : وانتي ما تدشين النت ؟؟ 

خلود : ولا اواطنه 

جاسم : ( يضحك ( ليش؟؟؟ 

خلود : بس جي 

جاسم : زين شلونك ويا الدراسه؟؟ 

خلود : والله كل شي اوكي ما عاده ما ده وحده ملعوزتني مكرهتني الدراسه 

جاسم : شنو هي ؟ 

خلود : مادة الفلسفه 

جاسم : الله يعينج والله .. شنو رايج اساعدج 

خلود : تساعدني؟؟؟ شلون؟ 

جاسم : انتي باجر عليج هالماده 

خلود : لا 

جاسم : ايل حذفي علي كتابج .. ولا عليج 

خلود : لا يا جاسم ما ودي اعقدك ويها 

جاسم : لا تعقيد ولا شي

خلود : شلون مو تعقيد وهي ام التعقيد كله 

جاسم : انا اصلا كنت ادبي وكانت هالماده أفضل ماده عندي ..

عطينياه واذا ييتي من الدوام اعطيج كتابج وانا ملخصه لج .. ومخطط عليه بعد 

خلود : اوكي ابي اعطيك اياه 

وتحذف كتاب خلود لي جاسم ويمسكه جاسم 

خلود : ايل اخليك الحين ابي انام الحين 

جاسم : اوكي تصبحين على خير ايل أشوفج باجر 

خلود : اوكي مع السلامه 

جاسم : مع السلامه 

وقعد جاسم الصبح وجلس يقرا كتاب الفلسفه ويحاول يلخصه لكن شاف 

اول حرف من اسم محمد مكتوب في كل صفحه تقريبا .. 

وبدون شعور مسك القلم ومسح كل حرف لي محمد من الكتاب .. 

وتم يلخص الكتاب لي الساعه 5 العصر لين انهى المنهج كله .. 

وبعد التعب مسك جاسم الكتاب وضمه على صدره وتمدد على السرير .. 

وبعد لحظات سمع صوت دريشة خلود تنفتح .. ويقوم ويحاول انه يمشي بصعوبه الى 

كرسيه المتحرك ويتجه لدريشته ويفتحها ولقى خلود ماسكه في ايدها ورده حمراء 

جاسم )يطالع خلود ولا قدر يفرق من احلى الورده ولا خلود ) مساء الخير 

خلود : هلا مساء النوير .. شلونك جاسم 

جاسم : حمدالله طيب .. وانا توني الحين خلصت من تلخيص المنهج ما عليج الا تحفضين التلخيص .. وادعيلي بعدها 

خلود : خني اشوف ايل حذفه علي 

جاسم : ( يحذف كتاب الى خلود ) ديري بالج لا تطيحين 

خلود : ( تمسكه ) ما عليك تراني احسن وحده في الكويت تسد كتب ولا كتاب قدر يفلت مني 

جاسم : ( يضحك ) ايل خوش .. تصلحين حارس مرمه 

خلود : ( تفتح الكتاب ) أووووووووو أف عليك... والله ما ادري شنو اقولك 

جاسم : شنو لايكون ما قدرت الخص عدل اعذريني صار لي فتره .. 

والله سويت الي قدرت عليه انا اسف 

خلود : لالالا انت فهمتني غلط .. ما شاء الله عليك تلخيصك وايد حلو وهم خطك واضح حيل 

جاسم : ( يحط ايده على قلبه ) أي أشوه الحمدالله اني قدرت الخص لج عدل 

خلود : واحسن شي سويته 

جاسم : شنو ؟ 

خلود : انك مستح اسم الزفت محمد 

جاسم يسكت وينزل راسه ويطالع لي الجهه الثانيه ) 

خلود : تعرف شنو ابي احط بداله؟؟ 

جاسم : ( يلتفت لها ) شنو؟؟ 

خلود : لحظه .. وتكتب بخط عريض اسم جاسم على اول صفحه .. وتوريه له 

جاسم : شنو هذا ؟؟

خلود : هذا اسمك .. هو يستاهل انه ينكتب 

) وتقول حق روحها والله اول ما كتبته كتبه على قلبي يا بعد قلبي ) 

جاسم : مشكوره و (يضحك لما دمعت عينه)

خلود : اللــــه ضحكتك وايد حلوه 

جاسم : بس مو احلى من صوتج .. انا اول ما سمعته مدري شنو صار فيني 

خلود : ( تستحي ) لا شدعوا 

جاسم : أي والله يا خلود 

خلود : تسلم وخلاص تراني مافيني بعد تراني الحين اصدق عمري 

جاسم : ( يضحك ) .. بس صدقيني بدون شعور لقيت روحي امسح حرف محمد 

خلود : صج ليش مسحته ؟؟

جاسم : لانه ما يستاهل وحده مثلج 

خلود : أي والله .. وانا اتحسف على كل لحظه مضيتها وياه 

جاسم : خلاص انسيه ولا تذكرينه لانه ما يستاهل حتى تذكرينه 

خلود : اوكي 
جاسم : أي صج متى عيد الحب 

خلود : بسرعه.. باجر .. و ليش تسال؟؟ 

جاسم : لاني ما عمري في حياتي ما عيدت فيه حق أحد

خلود : ومنو ودك تعايد فيه ؟؟ 

جاسم : أي .. ودي 

خلود : ( وهي تبتسم ) وحق منو الهديه راح تيب 

جاسم : حق امي 

خلود : ( تبدلت ابتسامتها الى خيبت رجى ) اهاااا زين تسوي تستاهل امك 

جاسم : وانتي راح تعطين هديتج حق منو؟؟ 

خلود : ( بزعل ) طبعا حق امي .. يالله جاسم اشوفك على خير ( وتسكر الدريشه ) وتجلس على 

الارض وهي معصبه .. وتقول شنو فيها لو دز لي هديه 

وفي الناحيه الثانيه يجلس جاسم يفكر شنو يجيب هديه وجت على باله انه يجيب دبدوب وباقة ورد 

صناعي .. 

وينزل من الشقه وهو يمشي وحط ايده على طوف العماره وبكل صعوبه يجر خطواته 

والتعب يبين عليه .. لين وصل محل الهدايه كان قريب العماره ولما دخل المحل شاف خلود 

واقفه محتاره شنو تشتري مدت ايدها على دبدوب لونه احمر وبين ايدينها قلب مكتوب فيه 

(((ILOVE yOu))) 

وسرحت يد جاسم لها وقال لو سمحتي هذا لي ولما التفتت خلود انصدمت و ارتبكت ولا 

قدرت تقول شي 

جاسم : وهذه بعد باقة ورد صناعي ابي اخذه 

خلود : وكل هذا حق امك 

جاسم : انا اكتشفت انه امي ما تحب هالسوالف وتقول انها خرابيط وانا على هذا راح اهديه 

لج انتي 

خلود : حست روحها تطير من فرحه .. وحتى انا بعد امي ما تحب عيد الحب وعلى هذا انا راح 

اهديك هذا القلب الكرستالي ومكتوب اول حرف من اسمي ((K ))

يالله انا ابي اروح واشوفك باجر بالليل 

جاسم : ان شاء الله 

وتطلع خلود بعد ما حاسبت على اغراضها 

ويصعد جاسم الدرج لانه كان الاصنصير مسكر وبعد ما وصل لي غرفته حس انه ما يقدر يمشي 

خطوه وحده .. وسقط على باب غرفته وبعد صعوبه قدرت امه تشيله وتحطه على افراشه وهي 

تعاتبه ليش نزل .. وهو ولا يقدر ياخذ نفس قال كان ودي ايب هديه يا يمه لي شخص عزيز علي 

وتطلع امه والدمعه على خدها حزن على ولدها ...

(((اليوم الثاني الساعه 10 بالليل )))

جاسم (يفتح دريشته وفي نفس الوقت تفتح خلود دريشتها ) 

خلود : جاسم وينك العصر ماشفتك ؟؟ 

جاسم : والله يا خلود ما قدرت اقوم من فراشي كله من التعب الي تعبته بسبت الدرج وروحتي لي المحل 

خلود : انا اسفه يا جاسم 

جاسم : لا يبه ما صار الا كل خير .. على فكره.. وايد عاجبني القلب مشكوره عليه 

خلود : وهم الدبدوب وايد حلو .. نومته وياي امس حظنته على صدري .. وباقة الورد حطيتها يم راسي 

علشان كل يوم اجدد يومي فيها 

جاسم : وحتى قلب الكرستال مالج حطيته يم راسي .. بس صج ما سئلتي روحج ليش شريت لج ورود 

صناعي مو طبيعي ؟؟ 

خلود : مو مهم صناعي ولا طبيعي المهم منك 

جاسم : لا مهم .. لان الطبيعي يذبل بسرعه اما الصناعي يدوم ولو جاء يوم وذبل

الي في قلبي لج ما يذبل وحبي لج ما عمره يذبل

خلود : ( تسكت وتبتسم ) توك قدرت تقوله وانا هم احبك يا جاسم .. وكل عام وانت بخير يا حبيب عمري 

جاسم : وانتي بخير يا عمري 

كانت هالليله اسعد ليله لي جاسم وحس انه الدنيا صج حلوه وصار يتغنى ويه خلود في 

) ابتسم واضحك تره الدنيا حلوه ) 

وتموا ويا بعض لين الفجر لين ما حرم بعضهم سلطان النوم 

(((اليوم الثاني المغرب))) 

خلود : ( بصوت خفيف ) تنادي جاسم .. جاسم جاسم ...جاسم .. 

جاسم : يفتح الدريشه . هلا خلود اعذريني كنت بره الغرفه 

خلود : هلا بعمري شنو رايك فيني وانا متزينه ولابسه احلى ملابسي 

جاسم : رووعه والله .. ما شاء الله عليج 

خلود : مشكوره بس انا لابسه لاني ابي اروح لي عرس بنت خالي .. 

وقلت اول واحد راح يشوفني هو جاسم واترخص منه اني اروح .. 

والحين بعد اذنك ممكن اروح؟؟ 

جاسم : طبعا لا...خلج وياي 

خلود : خلاص ايل ابي اغسل ويهي واسكر الباب واقعد وياك لين الفجر 

جاسم : تعالي وين رايحه اضحك وياج 

خلود : جاسم والله لو بغيت اني اقعد اقعد هو بيني وبينك القعده وياك تسوى الدنيا ومافيها 

جاسم : بس هذه بنت خالتج 

خلود : ويعني .. انت لا تعتبر انه في احد في الدنيا احبه اكثر منك ..

والله الي خلقني وخلقك اني احبك انت اكثر شخص عندي في دنيا خلود 

ولو حطوا ميزان ووزنوا حب الناس كله لبعضهم ووزنوا حبي لك لي صار حبي هو اثقل .. 

انت ما تعرف شكثر احبك .. شنو اسوي علشان اثبت اني احبك 

جاسم : انج تروحين عرس بنت خالتك .. وتديرين بالج من عمرج وتقرين المعوذات قبل لا تدشين 

العرس .. تره عيون الناس ما ترحم يا حياتي 

خلود : ان شاء الله .. وحاضره .. وما طلبت شي ..يالله باي .. اشوفك بالليل
جاسم : ان شاء الله بس لا تطولين علي انا راح اتم انطرج .. ولا راح ارتاح لين اشوفج 

خلود : وانا ما راح اطول الساعه 10 ان شاء الله اكون هني 

جاسم : ان شاء الله 

وتروح خلود ويتم جاسم ينطرها عند الدريشه 

ولما يت ساعه 10 قالت خلود حق امها انها راح ترد ويه السايق .. لكن امها رفضت لانه خايفه 

ترد خلود ويه السايق بروحها في لليل .. لكن خلود اصرت وراحت بدون لا تدري امها وردت ويه السايق .. 

وكان جاسم ينطرها عند الدريشه كان يروح ويرد في كرسيه وكانت خلود لحظتها تركض 

على الدرج لين توصل الى الشقه .. لكن كان جاسم مل من كثر ما نطر وقال حق روحه أكيد ما 

راح تي وقام بصعوبه من كرسيه علشان يطفي ليت الغرفه .. ولا خلود تدش غرفتها بسرعه وتركض 

الى دريشتها وتفتحها .. وتشوف جاسم يبي يسكر الليت 

خلود : جاســــــــــــم انا رديت 

جاسم : التفت بسرعه وما قدر يوزن روحه ويطيح عالارض 

خلود : جاسم جاسم 

جاسم : بصعوبه يقترب من الكرسي المتحرك وهو يزحف لين ما ارتكز على حافت السرير

وحلس على الكرسي سوري بس انتي فاجئتيني 

خلود : وهي حاطه ايدها على قلبها .. الله ياخذك قطعت قلبي .. لحظه خلني اقعد والله احس 

روحي طلعت وريولي ما تشيلني 

جاسم : لا سلامة قلبج يا يا بعد قلبي انتي 

خلود : وانا ناقصه تخرع بروحي انا متخرعه ؟ 

جاسم : عسى ما شر حياتي شنو فيج 

خلود : يا عمري انا طلعت من العرس وامي ما تدري علشان هي كانت رافضه ردتي بروحي ويه السايق
جاسم : زين ليش ما سمعتي كلام امج؟ 

خلود : ( وهي مبتسمه ومستحيه ) اول شي انا وعدتك اني أي الساعه 10 ولا اقدر اخلف وعدي 

جاسم : لا والله .. قولي صج 

خلود : صج صج 

جاسم : أي صج صج 

خلود : لاني كنت مشتاقه لك موت والله تولهت عليك ولا قدرت حسيت روحي انه الدقيقه مثل 

الساعه والساعه مثل السنه عنك يا حياتي

.. ماادري شنو سويت فيني خليتني احبك جي .. جاسم 

جاسم : هلا 

خلود : لو في كلمه اكبر من احبك جان قلتها لك بس يا حسافه ما فيه ... 

جاسم ترض في كلمة احبك من كل قلبي ويا ليت تبين كثر حبي لك 

جاسم : ساكت 

خلود : جاسم .. شفيك ساكت 

جاسم : خلود والله احبـــــــــــــج 

خلود : يا بعد عمر خلود والله .. فديت عمرك والله 

جاسم : وعمرك يا حياتي .. لحظه ابي اوريج شي ويورح لي زاوية الغرفه ويجيب في ايده قفص 

ذهبي اللون وفيه عصفورين من عصافير الحب واحد لونه احمر والثاني لونه اخضر 

حياتي شوفي 

خلود : الله روعه شحلاتهم 

جاسم : هذه امي يابته لي اليوم بعد ما طلعتي على طول 

خلود : وايد حلوين يا حياتي 

جاسم : ولا وسميتهم بعد .. الي لونه احمر هي 

انتي خلود والي لونه اخضر انا جاسم 

خلود : بعد عمري انت والله ..وان شاء الله والي جمع عصفورين في قفص ذهبي .. 

يجمعنا في قفص حياتنا .. وتكون لي حقي بروحي واكون لك انت ..

بس متى يارب 

جاسم : حياتي عن قريب ان شاء الله وان شاء الله بعد ما ارجع من السفر 

خلود : ( تقاطعه ) أي سفر ومتى راح تسافر 

جاسم : هذه السفره لي لندن راح اتعالج هناك وصفوني دكتور هناك متخصص مثل هالامراض النادره ..

وراح اسافر بعد اسبوع 

خلود : ( تسكت وتنزل الدمعه من عينها ) راح اشتاق لك وايد 

جاسم : لا تبجين يا حياتي راح ارجع لج ان شاء الله 

خلود : ان شاء الله 

وتمشي ايام ثقال على خلود وهي تتحسف على كل لحظه تبتعد عنها عن جاسم

لي درجه انها ما تنام غير ساعات قليله .. وكانت طول اليوم بقرب جاسم تكلمه .. 

وهو يواسيها ويوعدها انه راح يرجع لها 


((ليــــــــــــــلة السفر)) 


خلود : ( وهي تبجي ) راح تسافر يا جاسم 

جاسم : والله يعز علي نفسي اني اخليج وراح اشتاق لج وايد .. بس شنو اسوي 

خلود : بس راح اشتاق لك وايد وما ادري شنو راح يصبرني على افراقك 

جاسم : شوفي اذا اشتقي لي اقري من الكتب الي عطيتج اياه .. وراح تهون عليج 

خلود : والله ما يهون علي احد غير شوفتك 

جاسم : يا بعد عمري لا تخافين ما راح اطول بس حياتي عندي طلب .. 

من زمان كان ودي اقولها لج بس مستحي 

خلود : يا عمري والله .. عيوني لك والله امرني 

جاسم : ابيج تغني لي 

خلود : يا عمري بس هذا .. شنو تبين اغني لك 

جاسم : أي شي تبينه 


خلود : يا عمري .. راح اغني لك اغنيه حقت نوال 

غالي غالي 

) وتغني ) 

غالي غالي لو يبعد مها يطول الصد :: شوفت جاسم ساعات عقب البطه تسعد 

خلود : جاسم والله انك غالي .. علي وراح اشتاق لك وايد .. اعذرني ما اقدر اكمل 

)وتبجي ) 

جاسم: 

( يغني ويحاول ان دمعته ما تنزل ) 

غاليه غاليه لو تبعد مها يطول الصد :: شوفة خلود ساعات عقب البطه تسعد 

خلود : ياعمري والله 

) ويغنونها لي ساعات طويله لين ما انتصف الليل .. ) 

ورتاحت خلود شويه .. من الحزن 

جاسم : حياتي انا اسف بس لازم انام انا الحين 

خلود : خلاص نام الحين وانا الصبح اقومك بس خل دريشتك فاتحه 

جاسم : خلاص عمري لو قدرتي الساعه 8 الصبح قوميني علشان اقعد وياج شويه وبعدين اسافر 

الساعه 10 الصبح لازم اكون في المطار 

خلود : يعني تقعد وياي بس ساعتين 

جاسم : خلاص الساعه ست قوميني 

خلود : يا عمري خلاص راح اتم سهرانه لين 

الساعه 6 الصبح 

جاسم : لا عمري لا لازم تنامين 


خلود : لا حياتي .. ابي اقعد اقره كتابك الي كاتبه .. واقعد اتخيل روحي انا بطلة القصه 

واحاول في عقلي اني اعدل في النهايه وتكون سعيده 

جاسم : اذا جي اوكي .. يالله تصبحين على خير 

خلود : وانت من اهل الخير 

وتجلس خلود تحت الدريشه وتمسك الكتاب وتقرا فيه .. لين ما نامت وهي جالسه

وتقوم الساعه 7 على صوت العصافير الي في قفص جاسم وهي مفزوعه .. 

وتوقف على الدريشه .. ويطيح عينها على قفص العصافير والا العصفور الاخضر ميت والعصفوره 

الحمره تغرد في صوت عالي وحزين ..

.. وتصيح خلود على جاسم الي متمدد على الفراش 

خلود : جـــــــــاسم جــــــــــــــاسم 

جــــــــاسم يا حياتي رد علي .. جــــــــاسم شفيك جــــــــــاسم يا عمري .. رد روحي تكلم ..

يا جـــــــاسم .. جــــــاسم وينك . جاسم حياتي امانه رد علي ..

جاسم .. جاسم 

ليش ساكت ما ترد علي .. شفيك ..

جـــاسم جـــاسم جـــاسم 

جـــاسم .. وتدخل ام جاسم على صوت صراخ خلود 

وتحرك جاسم من فراشه ولا يتحرك تحاول تكلمه 

ما يرد عليها .. لانه قبل ساعات قليله اطلعت روحه الطيبه من جسمه .. قبل لايسافر ويتعالج ..

وتصارخ خلود وبغير شعور تطيح خلود من دريشتها من الدور الثالث.. 

وتركض امها على صوت الصراخ وتشوف بنتها طايحه بارض العماره وتحاول تشيلها وتسعفها الى اقرب مستشفى 

((في غرفة العناية المركزه)) 


الدكتور : ام خلود .. الحمدالله بنتج تعدت مرحلة الخطر .. والرضوض الي فيها ممكن تتعالج وتروح مع الايام .. بس 

ام خلود : بس شنو يا دكتور 

الدكتور : بس خلود ما تقدر تمشي بعد هالمره.. انا اسف حاولنا على قد ما نقدر بس ما في امل 

تمشي على ريولها مره ثانيه 

وتجلس تبجي ام خلود على حض بنتها الي تدمرت حياتها وهي في عمر الزهور 

وبعد عدة اسابيع ترد خلود لي شقته وفي نفس اللحظه تسكر ام جاسم دريشة المرحوم جاسم 

وتعزل من الشقه .

تدخل خلود غرفتها وتقول حق اختها و امها ان يخلونها بروحها ..

وتحرك كرسيها المتحرك الى دريشتها وتفتحها وملامح الحزن باينه عليها ..

وتجلس تناظر دريشة جاسم .. وتمسك في يدها كتابه ويدها 

الثانيه على خدها.. تنطر اليوم الي يفتح فيه اسير النافذه نافذته

**انتـــــــــــــــــــــــــــــــــهـــــــــــ ـــــــــــــــت**

شارك

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites