‏إظهار الرسائل ذات التسميات مقالات. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات مقالات. إظهار كافة الرسائل

الحسد السياسي

الحسد السياسي
أ.د/ عبد الرحمن البر

بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيم

روى البيهقي في شعب الإيمان عن العلامة الْخَلِيلِ بْنِ أَحْمَدَ قَالَ: «مَا رَأَيْتُ ظَالِمًا أَشْبَهَ بِمَظْلُومٍ مِنْ حَاسِدٍ، نَفَسٌ دَائِمٌ، وَعَقْلٌ هَائِمٌ، وَحُزْنٌ لَائِمٌ»، وهذا حق؛ فإن الحسد يسد باب الإنصاف، ويصد عن جميل الأوصاف، ويدفع صاحبه إلى التردي والسقوط، وخصوصا إذا حاول الحاسد أن يتقمص دور المحسود أو يلبس جلبابه
إِنَّ الغُرَابَ وكانَ يَمْشِى مِشْيَةً --- فيما مضَى مِنْ سالِفِ الأَحْوالِ
حَسَدَ القَطَاةَ ورَامَ يَمْشِى مَشْيَهَا --- فَأَصَابَه ضَرْبٌ مِن العُقَّالِ
(الْعُقَّالُ: دَاءٌ يَأْخُذُ الدَّوَابَّ فِي الرِّجْلَيْنِ، فتراها إِذَا مَشَتْ كَأَنَّهَا تَقْلَعُ رِجْلَيْهَا مِنْ صَخْرَةٍ).
أقول هذا بمناسبة ما تكرر ذكره في المواقع الإلكترونية وذكرته بعض الصحف من أن نائب رئيس شركة (أوراكل) الأمريكية، وأحد أعضاء الوفد الاقتصادي الأمريكي الذي زار مصر قبل أسبوعين تقريبا قال: «المعارضة المصرية أعطتنا صورة سلبية، ولقاءاتنا بالحكومة بدَّدتْها». وهو يشير إلى ما سبق أن نقله بعض المشاركين في هذا الاجتماع عن بعض السياسيين وبعض مرشحي الرئاسة السابقين من التيارات السياسية الليبرالية واليسارية الذين انصب اهتمامهم في الحديث على تخويف الوفد الاقتصادي من عدم استقرار البلاد وعدم استتباب الأمن وقرب قيام ثورة على الرئيس مرسي، وكأنهم يقولون لهم: بالمختصر المفيد خذوا أموالكم واذهبوا باستثماراتكم إلى بلد آخر وأسرعوا بالهرب من مصر المضطربة.
والعاقل تستبد به الحيرة من هذا المنطق الخالي من المسئولية، الذي يدل على أن بعض هؤلاء السياسيين يعملون على إفشال وسقوط الرئيس مرسي أكثر مما يعملون على إنقاذ البلاد، ويرون أن سقوط البلاد أمر لا بأس به إذا اقترن به سقوط الرئيس مرسي ومشروع النهضة الذي يدعو إليه، ولا أرى تفسيرا لهذا التصرف وأشكاله إلا الحسد، وأنه يصدق عليهم قول القائل:
حَسَدُوا الفتى إذ لم يَنالُوا سَعْيَه --- فالقومُ أعداءٌ له وخُصومُ
كضَرائرِ الحَسْناءِ قُلْنَ لِوَجْهها --- حَسَدًا وَبَغْيًا: إنه لدَمِيمُ
من الواضح أن النجاحات التي يحققها الرئيس مرسي والتوفيق الإلهي الذي يحالفه في كثير من القرارات التي يتخذها محليا وإقليميا ودوليا تثير الكثير من حسد أولئك الذين يتمنون له الفشل، وكلما ازدادت قناعة الشعب بالرئيس وتجاوبت الجماهير معه، وكلما حققت البلاد تقدما في الملفات المختلفة، وكلما أظهرت استطلاعات الرأي التفاف الأمة حول رئيسها (في آخر قياس رأي 79% راضون عن أداء الرئيس مرسي) كلما أحسوا بتضاؤل فرصهم في القبول الشعبي فازدادوا حسدا للرجل بغير ذنب جناه تجاههم إلا تفانيه في خدمة مواطنيه، وَقَدْ كَانَ الْحَسَدُ أَوَّلَ أَسْبَابِ الْجِنَايَاتِ فِي الدُّنْيَا، إِذْ حَسَدَ أَحَدُ ابْنَيْ آدَمَ أَخَاهُ عَلَى أَنْ قُبِلَ قُرْبَانُهُ وَلَمْ يُقْبَلْ قُرْبَانُ الْآخَرِ:
أُفَكِّرُ مَا ذَنْبِي إِلَيْكَ فَلَا أَرَى --- لِنَفْسِيَ جُرْمًا غَِيْرَ أَنَّكَ حَاسِدُ
ومن أهم آفات الحسد: أن الحاسد إذا رأى بمن يحسده نعمة بهتها وأنكرها، وإن رأى به عثرة شمت به وأذاعها
 الخيرَ يُخْفوه، وإنْ علموا --- شراً أذاعوا، وإنْ لم يعلموا كذبوا
فهو سلبي التفكير لا يفكر تفكيرا إيجابيا على الإطلاق، فهو لا يسعى مثلا لفعل شيء إيجابي يلحقه بالمحسود في الفضل أو يدنيه منه، إنما هو مستغرق في تمني فشل المحسود الناجح أو زوال التوفيق عنه أو تشويه سمعته أو زحزحته من مكانته أو ذهاب النعمة منه، ذلك لأن الحاسد فاقد الثقة بنفسه, مستشعر العجز عن تحقيق غايته، ولذلك لا تجد لكثير من هؤلاء السياسيين ومن يشايعهم من بعض الإعلاميين برنامجا عمليا للنهوض بالبلاد ولا جهدا ميدانيا لإعلاء شان الوطن، بل كل همهم العمل على هدم ما يبنيه الرئيس أو تعويقه أو التنقيص منه أو الاستهانة والاستهزاء به، والتماس العيب لكل ما يقوم به، وفي الحديث عند الطبراني: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: «وَإِنَّ أَبْغَضَكُمْ إِلَيَّ الْمَشَّاءُونَ بِالنَّمِيمَةِ, الْمُفَرِّقُونَ بَيْنَ الْأَحِبَّةِ, الْمُلْتَمِسُونَ لِلْبُرَآءِ الْعَنَتَ أو الْعَيْبَ»، فالحاسد لا ينفك في الدس على المحسود الناجح والتماس العنت له، واختلاق العيوب فيه، والتغافل عما أصاب فيه وأحسن
عَيْنُ الْحَسُودِ عَلَيْكَ الدَّهْرَ حَارِسَةٌ --- تُبْدِي الْمَسِاوِئَ وَالْإِحْسَانَ تُخْفِيهِ
إِنَّ الْحَسُودَ بِلَا جُرْمٍ عَدَاوَتُهُ --- وَلَيْسَ يَقْبَلُ عُذْرًا فِي تَجَنِّيهِ
اعدلوا هو أقرب للتقوى: لست هنا في مقام المتملق أو المدافع عن الرئيس أو المبرر لأية أخطاء قد يرتكبها هو أو الجهاز الذي يستعين به ويعمل معه، لكنني أردت فقط التنبيه على خطر وخطإ هذا المسلك الموغل في التشويه، والدعوة إلى الاعتدال في النقد، فليس الرئيس إلا واحدا منا، غير أنه أثقلنا حملا وأعظمنا بين يدي الله مسئولية، ومن واجبنا نحوه أن ننصحه، وأن نقاوم انحرافه، وأن نصحح خطأه، وأن ننتقد غير النافع من سياساته، وأن ندفعه إلى الشفافية في قراراته، وأن ندعوه لتقويم المعوج من أعوانه واستبدال المنحرف من وزرائه وجهازه، وأن نضع بين يديه ويدي الشعب مقترحاتنا وتصوراتنا لحل الأزمات والخروج من المشكلات، حتى يدرك أننا شركاء معه في إدارة السفينة لا مجرد ركاب فيها.
لكن من حقه ومن واجبنا أيضا: أن نثني على القرارات الصائبة التي يتخذها، وأن نلتمس العذر له عن الأخطاء غير المقصودة التي قد تقع منه أو من بعض أعوانه، وأن نسانده في تنفيذ النافع الصالح من سياساته وقراراته، وأن نكون جنوده الذين يستظهر بهم أمام العالم والهيئات الدولية، وألا يدفعنا الاختلاف الفكري أو المذهبي معه إلى غمطه حقه ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ﴾، كما أن من واجبه أن نحترم موقعه في الخطاب الإعلامي، وخصوصا إذا كان هو شديد الحرص على عدم الإساءة لمعارضيه، وأن ندرك أن طول السان وبذاءة الكلام ليست مهارة ولا فضيلة، وأن نوقن أن الشعب المصري الأصيل قد بلغ رشده السياسي، ولم يعد يتأثر بالدعايات المضللة وهو يرى الحقائق الساطعة

وما ضرَّ نورَ الشمس أَنْ كان ناظراً إليها عيونٌ لم تَزَلْ دهرَها غمضا

ذلك هو الاعتدال والإنصاف الذي تنهض به الأمم وتقوم عليه الحضارات، وهو المتوافق مع فطرة هذا الشعب الكريم الذي يستطيع أن يميز بين الغث والسمين، ولهذا أدعو إخواني من التيارات السياسية المختلفة إلى التواصل مع هذا الشعب عبر برنامج عملي واقعي يتقدمون به لكسب ثقة الشعب بدل إهدار الطاقات والأوقات في برنامج جل عناوينه النيل من الرئيس، والنيل من الإخوان المسلمين، وإطلاق الشائعات، والمزايدة على المشاعر، فلم يعد هذا مجديا لدى الأمة الواعية.

فاصلة:
 ابتهجت كثيرا لاتجاه بعض القوى السياسية إلى التقارب والتوحد والاجتماع على المشتركات في البرامج وتكوين تحالفات سياسية بدلا من التشرذم والتفرق والتشظي الذي حصل بعد الثورة المباركة، وأرجو أن تكون هذه التحالفات قائمة على أساس المشاركة في خدمة الأمة والتنافس السياسي الراقي، وليس على مجرد الكراهية أو الخصومة لتيار بعينه، وهنا أدعو الإسلاميين الذين يجمعهم الكثير جدا من المشتركات إلى سرعة التوحد لتقديم نموذج راق من المشاركة السياسية الحقيقية والفاعلة في هذه المرحلة المهمة من تاريخ مصر والعالم.

هل للوضعية المشكلة دور فعال كمدخل ديداكتيكي في مادة التربية الإسلامية؟


هل للوضعية المشكلة دور فعال كمدخل ديداكتيكي في مادة التربية الإسلامية؟؟



مما لاشك فيه أن مادة التربية الإسلامية مادة شاملة شمولية الإسلام ،فهي لا تقتصر على المعارف والمعلومات بقدر ما تهم مجالات قيمية ووجدانية ،ويمكن القول أن مادة التربية الإسلامية تهدف إلى غايات أهمها :

الغاية الأولى:إغناء التلميذ بالرصيد المعرفي اللازم لتكوين مقومات شخصيته في مجالي العقيدة والشريعة .( كمعرفة الحكمة من الحلال والحرام/مقومات الصحة النفسية/الحقوق والواجبات/ العبادات./التعامل مع البيئة /الجمال في الإسلام..)

الغاية الثانية: توجيه المتعلم لاستحضار القيم الوجدانية المرتبطة بالمادة،كالقيم الإنسانية (عالمية الإسلام/الوسطية والإعتدال/...) والقيم التشريعية من أخلاق ومعاملات وعبادات ( كصفات المؤمن /العقائد الفاسدة/الربا / الإحتكار/القناعة/الحفاظ على البيئة/ جمال الباطن./جمال الذوق..)

الغاية الثالثة: صقل مهارات التلميذ وتطويرها كمهارات التفكير والنقد والقراءة ومهارات التحليل والتركيب وإبداء المواقف...إضافة للمهارات المرتبطة بالمادة كمهارة تجويد القرآن الكريم وتطبيق الضوابط الأدائية ومهارة كتابة النصوص القرآنية وفق الرسم القرآني ...
ونظرا لما تزخر به المادة معرفيا ووجدانيا ومهارتيا ونظرا لكونها مادة شاملة لكل مناحي حياة المتعلم ،فإنها أقرب إلى اعتماد المقاربات البيداغوجية الحديثية التي تراهن على اعتبار التلميذ جوهر العملية التربوية،وأنه العنصر الإيجابي المنخرط تلقائيا في العملية التعلمية إذ لم يعد هناك مجال لأسلوب التلقي السلبي ،وإذا كانت مقاربة الكفايات ترتكز على ديدكتيك الوضعية التقويمية كمدخل للدرس قصد تشويق المتعلم وإثارته
فإن الوضعية المشكلة كمدخل للتعلم وسيلة مهمة وفعالة في مادة التربية الإسلامية لأنها تضع المتعلم أمام قضية تحرك وجدانه وانفعالاته وتطور مهاراته وتفعل استثمار معارفه .على أن تستجيب هذه الوضعية لقواعد المرجعية الدينية في الوطن والتي ترسخ العقيدة الصحيحة للمتعلم وتثبت في نفسه القيم النبيلة المحركة لسلوكياته، فمن شروط اختيار الوضعية أن تكون هادفة إلى تحقيق غايات التربية الإسلامية عند المتعلم،وأن تصاغ من أرض الواقع تناسب الوسط الاجتماعي والبيئي للمتعلم حتى يتسنى له التفاعل معها والاستجابة للمهام المطلوبة منه ....إلى غيرها من الشروط التي يجب على المربي أن يحترمها في اختيار الوضعية المناسبة للدرس حتى يستثمر قدرات المتعلم ويحقق الكفاية المطلوبة. 
وهكذا تصبح الوضعية المشكلة مدخلا ديداكتيكيا فعالا في مادة التربية الإسلامية .فما رأي أساتذة المادة في الموضوع؟؟؟

أخطاء ترتكبها الأم فى تربية الأبناء

تعاملك مع ابنك أو ابنتك لا يجب أن يكون كله مبنيا على الصراعات، فطفلك قد يبدو لك أنه غريب ولكنه فى النهاية يظل طفلك. ويجب أن تتعاملى معه بكل ثقة مع الوضع فى الإعتبار أنك ستواجهين بعض الصعوبات فى التعامل وفى مراحل التربية المختلفة التى يمر بها. وستساعدك مجموعة الأفكار التالية على التعامل مع طفلك بذكاء مع الإبتعاد عن بعض الأخطاء فى التعامل التى قد تؤدى لسوء العلاقات بينكم. 

- اعلمى أن طفلك لن يحب أن يكون كل تعاملك معه عبارة عن إصدار أوامر وتصحيح أخطاء مع الوضع فى الإعتبار أن مثل هذا الأسلوب فى التعامل سيجعل العلاقة بينكما متوترة ولن يجعله يستمع إلى ما تقولينه. وإذا كنت تريدين من طفلك أن يحترمك، فعليك أنت أيضا فى المقابل أن تتواصلى معه بأسلوب قائم على الإحترام. 


- معظم الأبناء المرهقين دائما ما يشعرون أن أهلهم يقفون ضدهم وليس معهم وأن كل ما يفعلونه هو إصدار الأوامر بدون الإستماع إليهم. ولكن عليك أن تعلمى أن الطفل إذا شعر أنك تقفين معه فإنه سيتحدث معك بصراحة وسيرغب فى قضاء المزيد من الوقت مع العائلة. 


- هناك بعض الأمهات اللائى لا يثقن بحواسهن الخاصة ويتجهن للنصائح التى تقدمها كتب تربية الأطفال المختلفة وهو الأمر الذى قد يؤدى لشعور الأم بالتوتر والقلق إذا لم تنجح فى التعامل مع الطفل طبقا لنصائح الكتب والمقالات. ويمكنك أن تستخدمى الكتب والمقالات فى محاولة الحصول على تفسير بعض سلوكيات طفلك الغريبة. 


- مرحلة إتخاذ القرار تكون خطوة صعبة ومهمة بالنسبة للطفل وهى مرحلة ستحتاج منك مساندة الطفل ومناقشة عواقب القرارات التى قد يتخذها. 


- إن الكثير من الأمهات يخطئن عندما يبدأن فى عدم ملاحظة التغييرات التى قد تطرأ على أبنائهم والتى قد تؤدى إلى عدم معرفتهم بالمشكلة التى يعانى منها الطفل . اعلمى أن طفلك يعانى من مشكلة ما إذا لاحظت مثلا أن طفلك يتأخر عند الإستيقاظ من النوم أو لا يقدم لك أصدقاءه الجدد.عليكى ألا تضعى لطفلك أهدافا وتوقعات تفوق قدراته. 


- الوقت الذى تخصصينه لطفلك وعائلتك هو وقت شديد الأهمية لأنه سيمكنك دائما من ملاحظة أى تغييرات قد تطرأ على طفلك. 

بضاعتنا ردت إلينا



صحيح أنه من جدّ وجد، ومن زرع حصد، لكن قد يحصل في نظامنا التعليمي أن يجد التلميذ دون أن يجدّ.

وهذا إن دل على شيئ فإنما يدل على أن هناك نوعا من العشوائية لا زالت تعبث بنظام التقويم في العملية التعليمية.
إن عملية تقييم التلميذ بشكل دقيق تتطلب جهدا كبيرا من طرف المدرس،إذ أن عملية اكتشاف مهارات التلميذ ومعارفه وقدراته من خلال بعض المداد الذي يصبه قلمه في ورقة الامتحان، هو تقييم من زاوية جد مغلقة، تحجب عن المدرس مختلف القدرات التي يتوفر عليها التلميذ. وبالتالي قد تكون أي نقطة وضعها المدرس للتلميذ لا تعكس مستواه الحقيقي .

إن اعتماد تقويم من هذا القبيل يجعل الكسول الذكي اجتماعيا يتفوق على من أذكى منه ثقافيا،لأن الأمر لا يتطلب مجهودا فكريا ثقافيا بقدر ما يتطلب إثقان قوانين اللعبة ( لعبة الغش في الامتحان).












نعرف أن التقييم الذي يعتمد على ما هو متداول في الأوساط التعليمية بعبارة "بضاعتنا ردت إلينا" تجعل من التلميذ جسما مريضا بحيث سرعان ما يتقيأ كل ما راكمه من معارف أثناء الاختبار،والسبب في ذلك هو أنه لا يتقن عملية الهضم،أو بالأحرى لا يتدرب على تقنية الهضم التي ترادف الاستيعاب.

وعلى النقيض من ذلك نجد التلميذ المتمكن يعوض عملية التقيئ بإعادة استعمال نفس المهارات والمعارف التي اكتسبها في وضعيات جديدة وهذا هو المطلوب حتى تتطور قدراته وتصقل مهاراته فيصبح عنصرا إيجابيا قادرا على المشاركة في بناء المجتمع.
من أهم النقط التي يجب الوقوف عندها،والتي قد تعصف بحياة التلميذ ،هي أن المدرس قد يكون عنه نظرة أولية سرعان ما تتحول إلى نهائية، فيصنفه حتى قبل اختبار كفاءته.
وهذا قد يولد لدى التلميذ نوعا من الإحباط والنفور،سرعان ما ينتهي بالفشل الدراسي،وبالتالي يضع التلميذ حدا لمشواره الدراسي حاملا نقطا سوداء غالبا ما تؤثر على سلوكياته فيما بعد.
الرسالة التي لا يجب تغيبها أو إغفالها،هي أن كل تلميذ يملك قدرات،إما أن تكون ظاهرة تجعله يبرهن عليها أو تكون باطنية تحتاج إلى مدرس يتقن التنقيب عنها ليكتشفها.

تدريس اللغة الأمازيغية لغير الناطقين بها : أية مقاربة ʕ

تقتضي الممارسة التعليمية _ التعلمية الناجحة اختيارا ناجعا للمقاربة البيداغوجيا المناسبة للمادة و كذلك للكفاية النوعية المراد تحقيقها في نهاية التعلم،كما يقتضي هذا الاختيار استحضار الملمح و المهارات و القدرات التي نروم توفرها في مخرجات كل مرحلة معينة و ادراج أنشطة ملائمة لذلك ، و لا شك أن تقديم درس في اللغة يختلف منهجيا و ديداكتيكيا مع تقديم درس في الرياضيات مثلا نظرا للتباين الموجود بين المادتين في مستوى البنية المفاهيمية و طبيعة المادة المعرفية و امتداداتها في الواقع ، غير أن هذا التمييز لا يلفه غموض كبير بالمقارنة مع الصعوبات التي يثيرها التمييز بين المقاربات الملائمة للغة الأم واللغة الاجنبية ، أو بين اللغة الكتابية و اللغة الحديثة العهد بالكتابة كالأمازيغية مثلا.
فالممارس التربوي في الوسط الغير الناطق باللغة الأمازيغية ، مطالب باستحضار المعطى السوسيوثقافي للغة الأمازيغية في نقط اختلافه و نقط التقائه مع البيئة المحلية ، و المعطى السوسيولساني باعتبارها لغة شفوية حية متداولة حديثة العهد بالتدوين ، حيث أن اللغة حمالة للأنساق الثقافية و النظم القيمية و العادات و التقاليد و مرآة للحضارة مما يحتم وضع المتعلم في محيط لغوي تعليمي يماثل قدر الامكان المحيط اللغوي الطبيعي للغة المتعلمة بالاعتماد على وضعيات ديداكتيكية واقعية تتغيا إعداد جيل قادر ليس فقط على التواصل مع الاخر بل الفعل مع الاخر في اللغة الاجنبية ، ومن هذا المنطلق فاللغة لا تنحصر وظيفتها في التواصل فقط ، و إنما هي وسيلة للفعل الاجتماعي كما جاء في التقرير للإطار المرجعي الاوروبي الموحد سنة 2001 . 
و تحتل الكفاية التواصلية موقع الصدارة بمقارنتها مع الكفايات الأخرى التي تسعى المدرسة جاهدة اكسابها للناشئة من خلال سيرورة الأنشطة اللغوية المدرجة في أفق تكوين مواطن منفتح على الأخر قادر على التواصل و الاندماج في بيئة غير بيئته بسلاسة و يسر ، و بالتالي فالتواصل يعد قطب الرحى و جوهر عملية تعليم اللغة الأمازيغية في نظر المقاربة التواصلية ذات النزعة الوظيفية التواصلية على حساب الوظيفية النحوية ، لكن هذا لا ينفي حضور أهداف معرفية في المنهاج الخاص بالأمازيغية مرتبطة بالأنشطة اللغوية الاخرى كالنحو و الصرف و المعجم ، غير أنها وسيلة و ليست غاية في حد ذاتها ، إنها في خدمة التواصل.
و من جهة أخرى يمنح التواصل بأصنافه المختلفة ( العمودي ، التفاعلي .......) المعنى للأنشطة اللغوية الأخرى و يبرز أهميتها و دورها في اللغة و يجعلها قابلة للتحويل و الإستعمال في سياقات مختلفة ، و لا يتأتى هذا إلا في إطار التواصل القصدي المحفز و المستفز لذات المتعلم و الباعث على إثارة الملكات و القدرات الذهنية كالمقارنة و التصنيف ........ 
يتعلق الامر من خلال ما سبق ، بالأنشطة التعليمية داخل الفصل و كيف تتم أجرأة المقاربة التواصلية و تفعيل مضامينها ، في المقابل هناك جانب ذو أهمية بمكان يتجلى في مقاربة الأستاذ للغة الأمازيغية و مدى استيعابه لوضعيتها السوسيولسانية ، فهي لغة يغلب عليها الطابع الشفوي ، حية متداولة على نطاق جغرافي واسع مما يولد تساؤلا مشروعا عن ماهية الأمازيغية التي سندرس بها ، هل هي أمازيغية الوسط أم أمازيغية الجنوب أم أمازيغية الشمال ، لهذا يتحتم على الأستاذ النظر إلى هذا الاختلاف على أنه غنى يجب استثماره أثناء التواصل داخل الفصل و الانطلاق من اللغة المحلية للوصول إلى اللغة المعيار و هذا الإشكال يتعلق بالأساتذة العاملين في المناطق الناطقة بالامازيغية ، غير أن هذا الإنتقال من اللهجة المحلية إلى اللغة المعيار لا تشوبه عوائق كبيرة بالنظر إلى كون هذه اللهجات تنحدر من لغة أم واحدة و هو ما يفسر بوضوح التشابه الكبير الحاصل بين اللهجات على مستوى البنيات الصوتية و البنيات المورفولوجية و البنيات النحوية.
في حين تبدو المهمة بالنسبة للممارسين في المناطق الغير الناطقة مختلفة ، إذ تبدو اللغة المعيار ضرورة حتمية في غياب أي مصوغات تشفع للأستاذ بالتدريس بلهجة معينة ، و يجب عليه اجتناب الانحياز أو التقوقع داخل فرع دون الاخرين ، و يضاف الى ذلك انعدام ازدواجية اللغة ( لغة المعيار و اللهجة المتداولة داخل الأسرة ) كما هو الحال في المناطق الناطقة .
و تجدر الإشارة أن التقارير الوزارية و التجارب الميدانية داخل الفصول الدراسية أثبتت بالملموس تجاوبا كبير للمتعلمين في تعلم الأمازيغية سواء كانوا ناطقين أو غير الناطقين ، مما يشكل أجوبة عملية و شافية لكل من سولت له نفسه التشكيك ألا علمي و السطحي في نجاح ورش إدماج الأمازيغية داخل الحقل التربوي .
ادريس رابح _ ممارس تربوي _سيدي بنور

أهمية المناهج الدراسية في طمس الشخصية أو إبداعها


أهمية المناهج الدراسية في طمس الشخصية أو إبداعها


عُرّف المنهاج قديماً بأنه مجموعة الموضوعات المختلفة المحددة للدراسة في كل مادة من المواد الدراسية.
ولكن مفهوم المنهاج تطور في عصرنا بسبب النمو السريع في حجم العلوم والمعارف وبسبب التغيرات في مضمون المعارف ذاتها ومن بينها العلوم التربوية وعلم النفس, بالإضافة إلى التطور التكنولوجي. لذلك فإن هذا المفهوم أصبح يشير ليس إلى معلومات دراسية ولكنه:
سياق تربوي ومجموعة متتابعة من التجارب والتعليم يكتسبها المتعلم بإشراف مؤسسة تربوية, وذلك خلال فترة زمنية محددة.
فالمنهاج هو مشروع تربوي يتضمن مجموعة من العناصر هي:
1 ـ الغايات والأهداف التربوية
2 ـ المحتوى
3 ـ الفعاليات والأنشطة والطرائق لبلوغ الأهداف
4 ـ أساليب وأدوات التقويم.
أولاً ـ الغايات والأهداف والأغراض التربوية:
الغايات التربوية: هي القيم الاجتماعية التي تحدد نوع التربية المطلوبة وتشكل في النهاية الإطار العام لنظام تربوي ما. وهي توجيهات عامة ومثالية, وتشتق من فلسفة المجتمع (مثال: تكوين المواطن الصالح)
الأهداف التربوية: تشتق مباشرة من الغايات وتكون عادة أكثر تحديداً منها, ولكنها مصاغة صياغة عامة.
الأغراض التربوية: فهي تشتق مباشرة من الأهداف وتكون محددة بأرقام وتواريخ وتكون صياغتها سلوكية (أن يفعل , أن يشرح , أن يقرأ.....)
تصنيف الأهداف التربوية:
من الضروري لكل أستاذ أن يعرف تصنيفات الأهداف التربوية, فهي المفتاح الذي يستطيع بواسطته تحديد طرق وأساليب التدريس, وتحديد الوسائل التعليمة التي تساعد على تحقيق الغايات والأهداف والأغراض التربوية.
وقد قسّم العلماء الأهداف التربوية إلى المجالات التالية:
1 ـ المجال الإدراكي المعرفي:
ويشمل الأهداف التي تتناول استرجاع المعلومات والمهارات والقدرات العقلية ونحوها, وهي تقيس القدرة على التذكر. ومن أهم هذه التصنيفات:
تصنيف بلوم: (عالم تربوي أمريكي 1913-1999م) :

ظهر تصنيف بلوم عام 1948م في بوسطن وأخذ شكله الرسمي الخاص عام 1956م واشتمل على ما يلي:
أ ـ التذكر: حيث يطلب من المتعلم أن يتعرف ويتذكر الحقائق والملاحظات والتعريفات التي تعلمها من قبل مثل ( حفظ قصيدة, تذكر تاريخ وقوع معركة, اسم عاصمة, قانون رياضي..)
ب ـ الفهم: وفيه يتمكن المتعلم من معرفة محتوى الرسائل التي يتلقاها واستخدام الأدوات والأفكار التي تصله (مقارنة بين شيئيين, تفسير ظاهرة ما, شرح أبيات قصيدة....)
ج ـ التطبيق: أن يستطيع الطالب توظيف المعلومات والقوانين والاستفادة منها في حلول المشاكل التي تواجهه.مثل ( استخدام جدول الضرب في عمليات البيع والشراء, توصيل مجموعة مصابيح مع بعضها........)
د ـ التحليل: وهو عزل العناصر أو الأجزاء الموجودة في رسالة ما على نحو يوضح تسلسل الأفكار فيها, ومقارنتها مع الأفكار التوضيحية. مثال ( يحلل جملة إلى اسم وفعل وحرف, يشرح مسألة رياضية..........)
هـ ـ التركيب: وهو جمع العناصر والأجزاء في كل موحد (كتابة موضوع عن فصل من فصول السنة, يكوّن معادلة رياضية..........)
و ـ التقويم: إصدار حكم على قيمة الأدوات والطرائق المستخدمة في تحقيق هدف محدد (أحكام نوعية وكمية) مثال ( إبداء رأيه في الفن التجريدي, أن يستخرج الأخطاء النحوية من نص معين, يتعلم أن لا يصدق كل ما يسمع أو يقرأ.....)
بالطبع فإن هذا التصنيف دُرس وقُيّم وجاءت عليه اعتراضات كثيرة, ولكنه يؤكد على أن التذكر ليس هو المطلوب في العملية التعليمية, وهو لا يحدث تعلماً لوحده ولكن يجب الاعتماد على الفهم والتطبيق والتحليل والتركيب وإعطاء الأحكام غير المنحازة المرتكزة على أساس علمي صحيح وليس مجرد استرجاع للمعلومات المحفوظة.
2 ـ المجال الانفعالي الوجداني:
وهو المجال الذي يضم الأهداف التي تصف التغيرات الداخلية والعادات والقيم وكذلك التطور في الحكم والقدرة على التكيف. وهو ذو أهداف بعيدة المدى, وتحقيقها يجب أن يتم خلال فترة زمنية ممتدة, ويساهم المعلم في تحقيقها لبنة لبنة, ومن أشهر تصنيفاته:
تصنيف ديفيد كراثول: 1964م
أ ـ الاستقبال: ينبغي حث المتعلم على استقبال المثيرات أو الانتباه إليها. والاستقبال يعتمد على الوعي, وعلى الرغبة بالاستقبال, وعلى الانتباه (ضرورة احترام الوالدين والمعلمين, معرفة فوائد النظافة........)
ب ـ الاستجابة: أن يهتم المتعلم بموضوع أو ظاهرة ما أو بعمل ما, وذلك إشباعاً لرغبة داخلية, أي يقبل أن يقوم بالاستجابة, ولكنه لم يقبل بشكل كامل ضرورة القيام بها. (أن يجرب ترك الكذب لمدة محددة ليختبر فوائد الصدق مثلاً)
ج ـ التقويم (تمثل القيمة): يكون سلوك المتعلم على درجة كافية من القوة بحيث يأخذ صفة العادة أو الاعتقاد. ويندرج ضمن التقويم تقبل قيمة معينة, تفضيل قيمة معينة, الالتزام بالقيمة. ( وجود الله وحتمية يوم الحساب, الامتناع عن السرقة.........)
د ـ التنظيم: تنظيم القيمة المتمثلة في نظام وتحديد العلاقات بينها ثم ترتيب القيم التي تأخذ صفة التفضيل والعمق, ويتم ذلك بتكوين مفهوم عن القيمة, وتنظيم نسق قيمي ( حسن المظهر مهم ولكن حسن الخُلق وحسن التعامل مع الناس أكثر أهمية........)
هـ ـ تمييز قيمة أو نظام قيم (تقمص القيم): بحيث تنتظم ضمن نظام متوافق وتضبط سلوك المتعلم وتظهر في تنظيم معمم مطلق, من خلال تهيؤ عام للقيمة, وتجسيد للقيم بحيث تصبح فلسفة حياة ( احترام الكرامة الإنسانية, تحديد هدف في الحياة.........)
بالطبع فإن تحقيق الأهداف الوجدانية ليس مهمة المدرسة وحدها, بل يشترك في تحقيقها الأسرة والمجتمع, وهنا يجب على المعلم الانتباه إلى الواقع وملاحظة سلبياته وتعليم الطالب كيف يكون نهضوياً في تصرفاته وفي معتقداته وفي فلسفته الحياتية, عن طريق تمثيل القدوة الصالحة له.
3 ـ المجال حس حركي
وهو المجال الذي يغطي كل الحركات الإرادية القابلة للملاحظة والتي تنتمي إلى عمليتي التعلم والتعليم. ولها تصنيفات كثيرة, فمن العلماء من صنفها على أساس التآزر بين النشاط الحسي والحركي (تصنيف ديف), ومنهم من صنفها على مبدأ تسلسل الحوادث في النمو (تصنيف كبلر), ومنهم من صنفها على مبدأ أن أي سلوك حركي ينطوي على خصائص معرفية إنفعالية (تصنيف سمبسون) أما هارو فقد صنفها على أساس الحركات والقدرات, وسأعرض لكم تصنيف هارو كمثال على هذا المجال:
تصنيف هارو1972م:
أ ـ الحركات الانعكاسية: استجابة لمثير ما. وهي حركات لا إرادية تظهر في بداية العمر.
ب ـ الحركات الانعكاسية الأساسية: وهي حركات ميكانيكية (المشي والقفز والقذف) وحركات تنظيمية يدوية (كالرسم).
ج ـ الكفاية المدركة (القدرات الإرادية للتمييز): تساعد على تفسير المثيرات وتسمح بالتكيف مع الوسط ( تمييز بصري, سمعي, لمسي.....) كالتنسيق في اليد والعين لالتقاط الكرة مثلاً.
د ـ الكفاية الجسدية: التحمل , القدرة, المرونة, الرشاقة.
هـ ـ المهارة (الحركات الفنية): بسيطة (حركات أولية) مركبة (تشغيل جهاز ما) معقدة (تطبيق قواعد فيزيائية على الجسم البشري)
و ـ اتصال غير لغوي: لتوصيل المعلومات للآخرين بتعابير الوجه والتمثيل (حركات معبرة, حركات تفسيرية.......)
ملاحظة:
يجب أن ننتبه إلى أن سلوك الإنسان متكامل, وهذا يعني أن وجود هذه الأهداف في أحد المجالات الثلاثة لا ينفي وجودها في المجالين الآخرين.
إن معرفة الأستاذ بالأهداف التربوية بمجالاتها الثلاثة يحسن الاتصال بين المعلم والمتعلم, فالتربية عملية تواصل ونمو, ويجب أن يتحقق النمو في الجوانب المعرفية والوجدانية والحسية الحركية.
كما أن معرفة هذه الأهداف بمجالاتها تساعد المعلم على استخلاص الأهداف والأغراض السلوكية الممكنة التحقيق في حصة واحدة, فيلاحظها ويقيسها ويتأكد من وجودها لدى المتعلمين.
أما الفائدة المرجوة من صياغة الأهداف والأغراض السلوكية فهي تعد من أهم عمليات تصميم الدروس, وهي ترشد الأستاذ إلى اختيار مادته, وعرضها بالترتيب, وتقدير الزمن المناسب لها, وهي تعد دليلاً لاختيار وسائل الإيضاح, وتساعد على إعداد المعايير لقياس تحصيل الطلاب, بالإضافة إلى أنها تفيد في تقويم فاعلية التدريس وجودته وكفايته.
وسيأتي دور الحديث عن صياغة هذه الأهداف في أثناء حديثنا عن التخطيط للدرس بإذن الله.
ثانياً ـ المحتوى:
قلنا إن المنهاج هو مشروع تربوي يتضمن مجموعة من العناصر وهي الأهداف والمحتوى والطرائق والتقويم.
وقد تحدثنا عن العنصر الأول وهو الأهداف والغايات التربوية, وسنتحدث الآن عن العنصر الثاني وهو المحتوى.

لا يقتصر تعريف محتوى المنهاج على أنه مجموعة مواد التعليم, ولكنه يشمل مجموعة المعارف والمهارات والقيم والاتجاهات التي يمكن أن تحقق بواسطتها الأهداف والأغراض التربوية.
ويجب أن يتسم المحتوى بالترابط والتكامل, وأن يكون مرناً, ويحقق التوازن بين النظري والعملي, ويكون مناسباً من حيث الحجم, فلا يكون قصيراً ولا يكون كثيفاً.
وتقع على الأستاذ مسؤولية تقديم هذا المحتوى للطالب بطريقة يحقق فيها الأهداف والأغراض التربوية التي يجب أن تكون واضحة في ذهنه, وعلى هذا فيجب أن يتعامل مع المحتوى تعامل الخبير.
وبما أن مناهجنا تعاني من مشاكل كثيرة لسنا في معرض الحديث عنها الآن فيجب أن يكون المعلم هو الخبير الذي يعالج مشاكل المحتوى, وعلى هذا يجب أن يتقن المعارف الموجودة فيه, ويعدل النقص والخطأ الذي من الممكن أن يوجد فيه, ويواكب التطور السريع في المعارف والتقنيات.


ولا ننسى أن هذا المحتوى الذي ندرّسه رغم نقائصه , إلا أنه يحوي الكثير من المعلومات المفيدة, التي قدمها لنا علماء مختصون, لا يمكن الاستهانة بهم وبجهودهم, فالأستاذ الناجح هو الذي يجعل هذا المحتوى منطلقه, فيستفيد من نقاط القوة فيه, ويعالج نقاط الضعف بعلمية وحرفية تربوية, تترك أثرها في نفوس وعقول الطلاب, وتجنبهم الوقوع في الشك والقلق وفقدان الثقة.
إن أسلوب الأستاذ في التعامل مع المحتوى تنعكس بشكل كبير على الطلاب, ويجب على المعلم أن يعرف كيف يجعل المعلومة وظيفية, بمعنى أن تكون وسيلة وليست غاية, فالمحتوى لا يجب أن يكون معلومات فقط, بل إن المعلم الناجح هو الذي يستخلص من هذا المحتوى مجالات تربوية شاملة للمعرفة والمهارة والقيم, بحيث يوجد الوسيلة التي تجعل الطالب قادراً على إدراك العلاقة بين المعلومة الموجودة في المحتوى والحاجة إليها وكيفية استخدامها والاستفادة منها في الحياة العامة, هذا فضلاً عن جعلها منطلقاً لزرع القيم وتفعيل الأخلاق وتعديل السلوكيات المنحرفة وتعليم السلوكيات النهضوية اللازمة لبناء المجتمع.
ويجب أن لا نحول طلابنا إلى مجرد بنوك للمعلومات هدفهم الأول هو حفظ المعلومة وتخزينها من أجل تفريغها فيما بعد على ورقة الإمتحان لأن هذا الأمر له انعكاسات خطيرة على الحياة بشكل عام.
يقول باولو فرايري "تبقى الحقيقة العارية وهي أن الذي خُزن بالفعل ليست هي المعلومات وإنما هو عقل الانسان الذي حُرم بهذا الأسلوب غير الموفق في التعليم من فرص الإبداع والتطوير، إذ كيف يمكن للإنسان أن يمارس وجوده الحق دون أن يتساءل ودون أن يعمل ؟" (تعليم المقهورين, دار القلم, بيروت).

الاستماع والإنصات.. أولى المهارات التربوية


الاستماع والإنصات.. أولى المهارات التربوية




لا شك أن الاستماع الجيد يؤثر على الرسالة التعليمية والتربوية لأنه الخطوة الأولى للتأثير التربوي والسلوكي فحسن تلقي الرسالة التربوية التعليمية يعتمد في المقام الأول على حسن الاستماع إليها والإنصات
وقد وقد أمر الله سبحانه في العديد من الآيات الكريمة من كتابه الحكيم إلى الاستماع لتأكيد أهمية هذه الخطوة، فقال _سبحانه_: "وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاسْمَعُوا" (المائدة: من الآية108)، وقال: "وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا" (التغابن: من الآية16.

وقد علم القرآن العظيم الإنصات والإستماع كأدب شريف من آداب تلقي الرسالة القرآنية فأمر بالاستماع له والإنصات قال تعالى "وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ" (الأعراف:204), كما زجر كل نافرٍ عن الاستماع، لاهٍ عن الإنصات للنصح والإرشاد، قال سبحانه: "أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا" (الحج: من الآية46).. بل لقد بشر الله عباده الصالحين الذين يحسنون الاستماع والعمل بما سمعوا، فقال _سبحانه_: "فَبَشِّرْ عِبَادِ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ" (الزمر: 17، 18)
يقول ابن القيم رحمه الله : "فالسماع أصل العقل وأساسه ورائده وجليسه ووزيره ولكن الشأن كل الشأن في المسموع... وحقيقة السماع تنبيه القلب على معاني المسموع وتحريكه طربا وهربا وحبا وبغضا " (مدارج السالكين)
ولكننا كثيراً ما نقع في إشكالية كيفية التوجيه نحو هذا التفعيل المنهجي المطلوب نحو تمكين المربي من استغلال هذه الوسيلة والانتفاع بها بشكل ميسرفما معنى الإنصات والإستماع؟


تعريف مصطلح الإنصات والإستماع:


مفهوم السماع : مجرد التقاط الأذن لذبذبات صوتية من مصدرها دون إعارتها أي انتباه ، وهو عملية سهلة غير معقدة ، تعتمد على فسيولوجية الأذن ، وسلامتها العضوية ، وقدرتها على التقاط الذبذبات . أما الاستماع : فهي مهارة معقدة يعطي فيها الشخص المستمع المتحدث كل اهتماماته ، ويركز انتباهه إلى حديثه ، ويحاول تفسير أصواته ، وإماءاته ، وكل حركاته ، وسكناته .أما الإنصات:فهو تركيز الانتباه على ما يسمعه الإنسان من أجل تحقيق غرض معين .
والفرق بين الإنصات والاستماع : اعتماد الأول على الأصوات المنطوقة ليس غير ، بينما يتضمن الاستماع ربط هذه الأصوات بالإماءات الحسية والحركية للمتحدث .
فمن المفاهيم السابقة نستنتج أن السماع عملية فسيولوجية تولد مع الإنسان وتعتمد على سلامة العضو المخصص لها وهو الأذن . في حين يكون الإنصات والاستماع مهارتين مكتسبتين .





أهمية الاستماع والإنصات في العملية التربوية:

إن عملية الاستماع لهي المقدمة الطبيعية لغالب العمليات الفكرية والعقلية الموجهة للسلوك البشري التنموي سواء كان تعليميا أو تدريبيا أو توجيهيا.. والسماع هو مفتاح الفهم والتأثر والإقناع والتشبع بالأفكار لذا قال الله_تعالى_: "وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ" (فصلت:26)، فما داموا لا يسمعون له فلن يتأثروا به.. كما إنهم لما انقشع عنهم الغمام تمنوا لو أنهم كانوا قد أحسنوا الاستماع.. "وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ" (الملك:10)..
أننا نستمع أحيانا بدون وعي فإذا اجتمع مع الاستماع وعي يكون الإصغاء وهو سماع الأذن بوعي وتفهموالإصغاء الفعال هو الاستماع والإنصات المركز لمجموعة من المعلومات حول موضوع ما لغرض لفهمه واستيعاب حيثياته.
فالإنصات (الإستماع )مهارة مهمة إذ إنه يبني نوعا من الثقة والمودة المتبادلة بين المرشد والمسترشد (المنصت والمتكلم ) ويعزز التفاهم والتواصل ومعظم الأزمات التي تحدث في العلاقات الإنسانية سببها تعثر هذه المهارة.
لقد كشفت بعض الدراسات أن الإنسان العادي يستغرق في الاستماع ثلاثة أمثال ما يستغرقه في القراءة لذلك يعتبر من وسائل التعلم في تلقي المعلومات والتفاعل معها ، وبالنسبة للأطفال فإن مدة الاستماع تعد مدة حضانة لبقية المهارات اللغوية لدى الطفل، إذ أن المتحدث يعكس في حديثه اللغة التي يستمع إليها في البيت والمحيط.كما أن أداء المتحدث ولهجته وطلاقته تؤثر في المستمع وتدفعه إلى محاكاة ما استمع إليه.








والاستماع هو الأساس في التعلم اللفظي في سنوات الدراسة الأولى. والمتخلف في مهارة القراءة يتعلم من الاستماع أكثر مما يتعلم من القراءة،
إحصائيات تتعلق بالاستماع : ـ
أولا : تبث من خلال الأبحاث العلمية أن الفرد العادي يستغرق في الاستماع ثلاثة أمثال الوقت الذي يمضيه في القراءة . 
ثانيا : أجرى أحد الباحثين دراسة في العلاقة بين المهارات اللغوية ، ومدى ممارسة كل منها ، فتوصل إلى النتائج التالية : ـ 
1 ـ يستمع المرء يوميا بمقدار يعادل كتابا متوسط الحجم . 
2 ـ يتحدث بما يعادل كتابا كل أسبوع . 
3 ـ يقرأ ما يساوى كتابا كل شهر . 
4 ـ يكتب ما يعادل كتابا كل عام .

كيف تنمي مهارة الإستماع عند التلميذ: طرق عملية





1- ينبغي أن يكون الأستاذ نفسه قدوة للتلاميذ في حسن الاستماع، فلا يقاطع تلميذاً يتحدث، ولا يسخر من طريقة حديثه

2- ينبغي أن يختار الأستاذ من النصوص والمواقف اللغوية ما يجعل خبرة الاستماع عند التلاميذ ممتعة يطلبون تكرارها.

3- ينبغي للأستاذ أن يهيئ التلاميذ للاستماع الجيد، بتوضيح طبيعة المادة التي سوف يلقيها عليهم، أو التعليمات التي سوف يصدرها مبيناً لهم المطلوب مثل: التقاط الأفكار، أو متابعة سلسلة من الأحداث مثلاً. الاستفادة من حصة القراءة .

4- يمكن في بعض دروس القراءة أن يقرأ الأستاذ على التلاميذ قصة أو موضوعاً مشوقا جديداً يستمعون إليه، ثم يناقشهم بعد ذلك مناقشة شاملة ودقيقة لما استمعوا إليه، أو يكلفهم كتابة ملخص لما استمعوا إليه في كراسة التعبير مثلا

5- كما يمكن في حصة القراءة مثلاً أن يطلب الأستاذ من التلاميذ تصحيح الخطأ في قراءته النموذجية، ثم يتعمد أن يخطئ في بعض الكلمات ليكتشف مدى قدرة التلاميذ على الاستماع الجيد.

6- في حصة الإملاء يستمع التلاميذ للموضوع بتركيز شديد، ثم يناقشهم فيه قبل إملائه عليهم.

7- كما يمكن في حصة الإملاء أيضاً أن يملي الأستاذ على التلاميذ سطراً مثلاً مع عدم تكرار الكلمات، مما يجذب انتباههم أكثر، ثم في المرة التالية سطرين، ويتدرج في المقدار والسرعة حتى يستطيع أن يكمل إملاء قطعة كاملة. 

ويستحسن في هذه الطريقة تقسيم القطعة إلى جمل صغيرة، وترك فترة زمنية كافية للتلميذ لتذكر ما قيل، وكتابته والتعبير..

8- في درس التعبير يمكن أن يلقي المعلم قصة، ثم يناقش التلاميذ شفوياً أو يكلفهم تلخيصاً أو كتابة نهاية لها، أو اختيار عنوان مناسب لها.

9- كما يمكن في حصة التعبير تكليف التلاميذ كتابة ملخص لخطبة الجمعة السابقة للحصة، مع ذكر بعد الأدلة التي أوردها الخطيب. 

10- كما يمكن للأستاذ أن يناقش التلاميذ فيما استمعوا إليه من الإذاعة المدرسية، ووضع حوافز مادية أو معنوية لذلك.

11- كما يمكن في حصة التعبير أيضاً أن يدير الأستاذ جهاز التسجيل، ويسمع التلاميذ حواراً بين عدة أشخاص، ثم يناقشهم فيما استمعوا إليه من قبل كل شخصية .

جذاذة بمواصفات بيداغوجيا الادماج

نزولا عند رغبة من طلب جذاذة بمواصفات بيداغوجيا الإدماج أقدم له هذه الجذاذة في التربية الإسلامية وكان اختياري لهذ المادة بمناسبة شهر رمضان الكريم.
تقديم عام:

أنواع الإدماج في المقاربة بالكفايات:
تفيد مجموعة من الدراسات العلمية التي أنجزت حول الذاكرة وعلاقتها بالاحتفاظ والنسيان، أن حوالي 98% من التعلمات المكتسبة يجري نسيانها بعد أقل من أربعة أسابيع من تعلمها، لذا فكلما كانت التعلمات منظمة ومترابطة فيما بينها تيسر تخزينها في الذاكرة طويلة المدى واسترجاعها عند الحاجة.
ومن هنا ينبغي أن يكون الإدماج حاضرا في جميع مراحل التعلم و لا ينبغي أن نربطه فقط بالمرحلة النهائية من اكتساب الكفاية.
من هذا المنطلق يمكن الحديث عن ثلاثة أنواع من الإدماج:
الإدماج الجزئي:
يرتبط بأنشطة البناء والتدريب وتتيح للمتعلم ربط تعلماته السابقة بالتعلمات الجديدة، وتمكنه من تعبئة جزء من موارده المرتبطة بالكفاية الأساسية واستثمارها في وضعية مشكلة تتدرج من حيث الصعوبة والمعنى. 
ويمكن لهذه الأنشطة أن تكون كذلك مناسبة لتعلم الإدماج النهائي والتدريب عليه.
الإدماج المرحلي:
يرتبط بالكفايات المرحلية على مدى المراحل الأربعة من السنة الدراسية، ونعرف أن السن الدراسية تتكون من أربعة مراحل كل مرحلة تستغرق 8 أسابيع، وتتيح للمتعلم تعبئة كل الموارد المرتبطة بالكفاية المرحلية . ويتجسد من خلال نوعين من الأنشطة:
ـ مواجهة وضعيات إدماجية.
ـ إنجاز مشاريع ملائمة لمجال الوحدة التعليمية.
الإدماج النهائي:
ويرتبط بالكفاية الأساسية المستهدفة خلال سنة دراسية ، وتتيح للمتعلم إدماج الكفايات المرحلية في وضعيات مشكلة تتيح تعبئة كل التعلمات المكتسبة خلال السنة.
الجذاذة

المكون: الآداب الإسلامية والحديث النبوي
المستوى :السادس من التعليم الابتدائي
الكفايةالأساسية:
يكون المتعلم قادرا على التصرف بالآداب الإسلامية المناسبة في وضعيات اجتماعية ترتبط بأدب الحديث والكلام الطيب، اجتناب الفضول، أدب الطعام، والشراب، طلب العلم، الرفق بالحيوان،نبذ المخمرات، نبذ الرشوة ،مستنيرا بالأحاديث النبوية.
موضوع الدرس: نبذ الرشوة
الأهداف
ـ تعرف الرشوة ويميزها عن غيرها من التصرفات.
ـ تعرف موقف الإسلام منها.
ـ تحديد المضار الاجتماعية الناجمة عنها.
ـ تجنب المضار الاجتماعية للرشوة والإسهام في محاربتها.
المكتسبات القبلية
إتقان العمل، تمتين الروابط الاجتماعية،المحبة والتضامن، أدب السلوك، اجتناب الظلم.
الامتدادات:
أدب السلوك، المال في الإسلام، محاربة الإسلام للمفاسد الاقتصادية، العفة والقناعة في تحصيل المال.
مراحل الدرس:

1ـ تقويم تشخيصي للمكتسبات السابقة:

شكل العمل : فردي
المدة الزمنية:...
الدعامات البيداغوجية: أحاديث نبوية، أسئلة...
الأنشطة:
1ـ أتمم بما تحفظ من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم:
لا إيمان لمن لا.......له، ولا.........................لمن لاعهد له.
إن الله يحب إذا عمل أحدكم ..............أ ن.....................
المسلم...............المسلم، لا..................ولا...............

2ـ أنشطة الاكتشاف والفهم:

شكل العمل: في مجموعات
المدة الزمنية:......
الدعامات البيداغوجية: وضعيات
الأنشطة:
أقدم للمتعلمين أربع وضعيات مذيلة بتعليمات.

الوضعية الأولى:
كان رجل بحاجة إلى نوافذ لإتمام بناء منزل، فدفع لنجار مبلغا من المال وطلب منه صنعها في أجل لا يتعدى أسبوعا.
الوضعية الثانية:
دفع مواطن لموظف بإحدى الإدارات العمومية مبلغا من المال ليسلمه وثيقة إدارية غير قانونية.
الوضعية الثالثة:
قام عمك المقيم بفرنسا بزيارتكم،فقدم دراجة لك كهدية.
الوضعية الرابعة:
بينما كان أحمد ذاهبا إلى المدرسة وجد في طريقه رجلا مسنا يطلب المساعدة فدفع له 5 دراهم.
التعليمات:
ـ صنف التصرفات الموصوفة في الوضعيات أعلاه داخل الجدول التالي:

صدقة
الوضعية......
رشوة
الوضعية.....
أجرة
الوضعية.....
هدية
الوضعية.....

ـ شطب بالأحمر على التصرف غير السليم علل جوابك؟
ـ استنتج من خلال الوضعيات السابقة تعريفا للرشوة؟
ـ ما موقف الإسلام من الرشوة؟ استعن بالنصوص الآتية:
تقديم السند الشرعي:

قال الله تعلى( لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل وتدلوا بها إلى الحكام لتاكلوا فريقا من أموال الناس بالإثم وأنتم تعلمون))
عن ثوبان رضي الله تعالى عنه قال(لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الراشي والمرتشي والرائش يعني الذي يمشي بينهما)) مسند الامام أحمد
لماذا حرم الإسلام الرشوة؟
أذكر بعض مضارها الاجتماعية؟
كيف يمكنك المساهمة في محاربتها؟
تعرض و تناقش الأجوبة الاستنتاجات .
ينبغي أن تنصب جميع المناقشات والتدخلات المرتبطة بهذه المرحلة على مغازي الوضعيات، ودلالات النصوص وفهم معانيها ومضامينها العامة لاستنباط الأحكام المرتبطة بالرشوة.
أطلب من كل مجموعة استنتاج ملخص للدرس انطلاقا من الوضعيات والنصوص والأسئلة السابقة. ثم يتم في عمل جماعي مناقشة الانتاجات وكتابة ملخص موحد.
ـ يتم تعميم الاستنتاجات باستحضار نصوص أخرى مدعمة.

3ـ أنشطة التدريب:

شكل العمل: فردي أو مجموعات صغيرة
المدة الزمنية:.....
الدعامات البيداغوجية: نصوص شرعية وضعيات أسئلة
الأنشطة:
النشاط 1:
حدد بين التصرفات الآتية تلك التي تمثل رشوة. علل جوابك مذكرا ببعض المضار الاجتماعية التي يمكن أن تنجم عنها.
ـ عرض أب على مدرس مبلغا من المال ليمنح لابنه نقطة لا يستحقها.
قدم المدرس قصصا للمتفوقين من تلامذته.
تلقى قاض هدية ثمينة من متهم ليحكم لصالحه.
تسلم موظف أجر عمله نهاية الشهر.
النشاط 2:
ضع خطا تحت التصرف السليم. عزز جوابك بحديث نبوي شريف:
ـ أتجنب دفع الرشوة ولكن آخذها إذا أعطيت لي .
ـ أتجنب أخذ الرشوة ولكن أدفعها إذا طلبت مني.
ـ أتجنب دفع الرشوة أو أخذها لكن أتوسط فيها.
ـ أتجنب أخذ الرشوة أو إعطائها أو التوسط فيها.

4ـ مرحلة الإدماج:

شكل العمل: فردي أو مجموعات صغيرة
المدة الزمنية:.....
الدعامات البيداغوجية: وضعية
الوضعية:
أراد رجل بناء منزل ، فلما طلب رخصة البناء لم يحصل عليها لأن الدراسة التي قامت بها الإدارة المعنية أثبتت عدم صلاحية الأرض للبناء. علم الرجل أن والدك له علاقة صداقة مع موظف بهذه الادارة، فطلب منه التوسط له في دفع مبلغ من المال لصديقه ليسلمه رخصة البناء فقبل والدك بدعوى أن ما سيقوم به يدخل في إطار المساعدة.
كيف تسمي هذا التصرف؟
قم بتحذير والدك من الدخول في هذه العملية،مبينا له موقف الإسلام منها، وجزاء كل الأطراف المشاركة فيها، والمضار الاجتماعية التي يمكن أن تنجم عنها.

5ـ مرحلة التقويم:

شكل العمل: فردي 
المدة الزمنية:.....
الدعامات البيداغوجية: وضعيات
الأنشطة:
يقترح الأستاذ وضعية جديدة شبيهة بوضعية الإدماج لتقويم مدى اكتساب المتعلمين للمفاهيم والأحكام الجديدة ومدى قدرتهم على إدماجها لحل وضعيات مشكلة.
محمد أزوض أستاذ التعليم الابتدائي
م / م المعمل نيابة الحوز
مع تحياتي للأستاذ عبد الرحمان التومي مؤطر
ورشة التعلمات الأساسية 
في تكوين بثانوية الليمون بالرباط

بيداغوجيا الإدماج


بيداغوجيا الإدماج
تعريف الإدماج: هو عملية نجعل بها العناصر المتفرقة مترابطة قصد تشغيلها بطريقة مترابطة منسجمة حسب هدف معين (Reogiers) إذن الإدماج ليس مزجا ولا تجميعا.
مكونات الإدماج:
1.الترابط :بين مختلف العناصر بالبحث عما يقرب بينها وبنسج شبكة هذه العناصر دون صهر بحيث يكون الكل أرفع من مجموع الأجزاء وأهم.
2) التنسيق : تشتغل العناصر في انسجام.
3) الاستقطاب : لا يكون التحرك لهذه العناصر مجانيا وإنما يكون لهدف.
متى يمارس الإدماج ؟
عند بناء الكفايات
‚ عند توظيف الكفايات في وضعيات ذات دلالة
ماذا ندمج ؟
معارف / كفايات / قدرات / أهداف مميزة / طرق بيداغوجية / مواد
مواطن الإدماج : تجسيم هذا المبدأ من خلال:
الوحدة التعليمية
مدارات الاهتمام
من داخل المواد كل منهما على حدة
من خلال مختلف المجالات (مجالات التعلم)
… من خلال الكفايات الأفقية: حين تتقاطع المجالات فنطور كفايات أفقية تتسم بالديمومة تخترق اختصاصات وتمكن من التعامل الناجح مع الوضعيات المركبة مهما اختلفت السياقات (استثمار معلومات، حل مسائل التواصل، تحقيق الذات)
النشاط المدمج
يقصد بالنشاط المدمج (activité d'intégration) كل نشاط يحمل المتعلم على استحضار مكتسبات سابقة نتيجة لتعلمات منفصلة وتوظيفها في بناء تعلمات جديدة ذات معنى، ويمتاز النشاط المدمج بأربع مميزات هي:
فاعلية المتعلم: لأنه نشاط يستلزم أن يوظف المتعلم مكتسبا ته السابقة (مفاهيم، مهارات، سلوكات... ).
الدافعية: لأنه يحث المتعلم على بناء تعلمات جديدة يتسم بالجدة والإبداع.
الوظيفية: فهو موجه لتحقيق كفاية.
الواقعية: لأنه مرتبط بواقع المتعلم.
والنجاح في أي نشاط مدمج يتطلب توفر شروط هي:
الإحاطة بالكفاية المطلوب تحققها، ولذلك لابد من استحضار الكفايات في مستهل البرامج أو الكتب المدرسية أو الوحدات التعلمية – التعليمية.
معرفة التعلمات التي يراد إدماجها، وهذا ما يتم الإخبار به على مستوى ما يسمى "التعلمات السابقة" بالنسبة للمدرس والتلميذ معا.
اختيار الوضعية المدمجة المناسبة.
تحديد أنشطة التلميذ وممارسات المدرس بوضوح تام
اقتراح موارد بيداغوجية مناسبة.
إرفاق النشاط المدمج بإرشادات موضحة لما يطلب إنجازه.
تحديد أنشطة تقويمية.
خصائص نشاط الإدماج؟
1 .إنه نشاط يكون فيه التلميذ فاعلا.
2.هو نشاط يقود التلميذ إلى تعبئة مجموعة من الموارد: (معارف- معرفة الفعل- معرفة التواجد) أو تحريكها أو توظيفها، استثمارها في حل وضعية – مشكلة دالة. ليس بمنطق تراكمي ولا تجميعي فارغ من المعنى.
3.هو نشاط موجه نحو كفاية أو نحو هدف إدماج نهائي: إنه نشاط لم يرتكز على حل وضعية مشكلة / أو وضعية دالة. إنه نشاط يتوخى تنمية كفاية، ويعد التلميذ لممارسة الكفاية ، لهذا ليس من الضروري انجاز تعلمات منفصلة . فالكفاية ذاتها تتكون و تتطور عبر مجموعة من الأنشطة.
4.إنه نشاط ذو معنى، فهو ينبني على استثمار وضعيات دالة... والوضعية الدالة يجب أن تكون قريبة من محيط المتعلم. إنها تشرك التلميذ، وتعبئ مكتسباته من اجل حل مشكلة دالة.
5.إنه نشاط متمفصل حول وضعية جديدة. إنها تتجاوز مستوى التمرين العادي ولهذا، يجب ألا تكون الوضعية قد سبق حلها من طرف تلميذ أو مجموعة ما. كما أنه ينبغي عدم الخلط بين جل المشكلات وبين التطبيق الذي يعرف فيه التلميذ المورد الذي سيوظفه. فنحن سنمارس الكفاية إذا كانت المشكلة المطروحة تحرك مجموعة من المعارف و العمليات والصيغ... و التي يرجع إلى التلميذ اختبار و تحديد ما يفيده في حل المشكلة."

بتصرف

سبع مهارات للأستاذ


سبع مهارات للأستاذ
أولا : مهارة التهيئة الذهنية
وهي تهيئة أذهان التلاميذ لتقبل الدرس بالإثارة والتشويق ، حيث يقوم المعلم بجذب انتباه التلاميذ نحو الدرس عن طريق عرض الوسائل التعليمية المشوقة ، أو طرح أمثلة من البيئة المحيطة بالتلاميذ .
ثانيا: مهارة تنويع المثيرات
هو عدم الثبات على شيء واحد من شانه أن يساعد على التفكير وإثارة الحماس 0والتنويع بالمثيرات مهارة هامة في إيصال المعلومة
فاستخدام المعلم في كل لحظة من لحظات الدرس مهارة هو بمثابة زيادة في التحصيل الدراسي لدى التلاميذ مع الحفاظ على اهتمام التلاميذ في موضوع التعلم و يتحقق ذلك عن طريق تنويع المثيرات التالية :
* الإيماءات : ويقصد بها إيماءات الرأس وحركة اليدين وتعبيرات الجسم بالموافقة أو العكس0
* التحرك في غرفة الصف 0 * استخدام تعبيرات لفظية 0
* الصمت : ويقصد به الصمت الذي يتخلل عرض المعلم لموضوع معين
0 * تنويع الحواس 0
ممارسات تبعث الملل : * الصوت الرتيب 0 * الوقوف الثابت 0
ثالثا : مهارة استخدام الوسائل التعليمية
عند عرض الوسيلة التعليمية أمام التلاميذ يجب أن يدرك المعلم الغاية من هذه الوسيلة ومدى ملاءمتها لمستوى التلاميذ وكيفية استخدامها ، ويجب على المعلم أن يجعل التلاميذ يكتشفون تدريجيا أهداف الدرس من خلال هذه الوسيلة ، كما أن التربية الحديثة تهتم بالجانب الحسي عند التلاميذ لأن من خلاله يبقى أثر التعلم .
رابعا : إثارة الدافعية للتعلم
يقصد بها إثارة رغبة التلاميذ في التعلم وحفزهم عليه .
فوائدها : * تجعلهم يقبلون على التعلم 0* تقلل من مشاعر مللهم وإحباطهم 0
* تزيد من مشاعر حماسهم واندماجهم في مواقف التعلم 0
استراتيجيات لإثارة دافعية التلاميذ للتعلم :
* التنويع في استراتيجية التدريس0 * ربط الموضوعات بواقع حياة التلاميذ0
* إثارة الأسئلة التي تتطلب التفكير مع تعزيز إجابات التلاميذ .
* ربط أهداف الدرس بالحاجات الذهنية والنفيسة والاجتماعية للمتعلم 0
* التنويع بالمثيرات0
* مشاركة التلاميذ في التخطيط لعملهم التعليمي0
* استغلال الحاجات الأساسية عند المتعلم ومساعدته على تحقيق ذاته 0
* تزويد التلاميذ بنتائج أعمالهم فور الانتهاء منها0
*إعداد الدروس وتحضيرها وتخطيطها بشكل مناسب 0
* الشعور بمشاعر التلاميذ ومشاركتهم بانفعالاتهم ومشكلاتهم ومساعدتهم معالجتها وتدريبهم على استيعابها 0
خامسا : مهارة وضوح الشرح والتفسير
وهي امتلاك المدرس قدرات لغوية وعقلية يتمكن بها من توصيل شرحه للتلاميذ بيسر وسهولة ، ويتضمن ذلك استخدام عبارات متنوعة ومناسبة لقدرات التلاميذ العقلية .
سادسا : مهارات التعـزيز
مفهومه هو : * وصف مكافأة تعطى لفرد استجابة لمتطلبات معينة 0
* أو كل ما يقوي الاستجابة ويزيد تكرارها .
* أو تقوية التعلم المصحوب بنتائج مرضية وإضعاف التعلم المصحوب بشعور غير سار 0
أنواع التعزيز :
يختلف باختلاف الأشخاص والمعلم يعتمد على الله ثم على خبرته في معرفة تلاميذه وصلاحية طرائق التعزيز التي استخدمها معهم 0

* التعزيز الإيجابي (اللفظي) كـ ( أحسنت - نعم أكمل - جيد ) للإجابة الصحيحة 0
* التعزيز الإيجابي (غير اللفظي) كـ ( الابتسامة - الإيماءات - الإشارة باليد أو الإصبع .. )
* التعزيز الإيجابي (الجزئي) تعزيز الأجزاء المقبولة من إجابة التلميذ 0
* التعزيز المتأخر (المؤجل) كأن يقول المعلم لتلميذ هل تذكر قبل قليل قلت لنا 00 يجيب 000
* التعزيز السلبي : إيقاف العقاب إذا أدوا السلوك المرغوب فيه بشكل ملائم .
التعزيز والتلاميذ الخجولين :
الخجولين الذين لا يشاركون في المناقشات الصفية إلا نادراَ بإمكان المعلم حل هذه المشكلة تدريجياً من خلال
دمجه في الأنشطة الصفية0 ومثال ذلك : * تكليفه بالإجابة على سؤال سهل نوعاً ما 0
* ابتسامة أو هزة رأس من المعلم إذا لاحظ أحد هؤلاء يصغي إليه أو ينتبه على ما يدور حوله في القسم0
سابعا : مهارات الأسئلة واستقبال المعلم لأسئلة التلاميذ
# تعد الأسئلة الصفية الأداة التي يتواصل بها التلاميذوالمعلمون 0 # تمثل الأسئلة الصفية وسيط المناقشة بين :
* التلاميذ أنفسهم * التلاميذ والمعلم * التلاميذ وما يقدم لهم من خبرات ومواد تعليمية 0
مشاركة التلاميذ وتفاعلهم في الصف : يتوقف ذلك على نوعية الأسئلة وحسن صياغتها 0
كما أن التفاعل بين المعلم وتلاميذه مهم للغاية من خلال استقبال المعلم لأسئلة تلاميذه بطريقة مهذبة ومشجعة ، باستخدام عبارات التعزيز مثل "أحسنت" أو "بارك الله فيك" ، لأن التشجيع يزيد من دافعية التعلم ، وعندما يجيب التلميذ إجابة خاطئة فلا يزجره المعلم ويحرجه أمام تلاميذه ، وإنما يوضح له الإجابة ويعطيه الدافع للإجابة مرة أخرى .
بتصرف

أهداف الإدماج


أهداف الإدماج:
يعتبر إدماج التعلمات نشاطا تعلميا يعمل على تمكين التلميذ من استثمار مكتسباته المعرفية والمهاراتية في حل وضعيات-مشكلة، من خلالها ربط علاقات بين عناصر متفرقة في البداية، وتوظيفها بطريقة متمفصلة بهدف تحقيق غاية معينة. وتتمثل أهم أهداف الإدماج فيما يلي:
• إعطاء دلالة للتعلمات، ويتحقق هذا الهدف من خلال وضع التعلمات في سياق ذي دلالة بالنسبة للتلميذ، ومرتبط بوضعيات محسوسة يمكنها أن تعترضه في حياته اليومية.
• تمييز ما هو أهم وما هو أقل أهمية بالتركيز على التعلمات الأساسية، باعتبارها قابلة للاستعمال في الحياة اليومية أو ضرورية لبناء تعلمات لاحقة.
• تعلم كيفية استعمال المعارف في وضعية، وذلك بربط علاقات بين المعرفة والقيم المنشودة وغايات التعلم (المتمثلة في تكوين المواطن الصالح والمسؤول، والعامل الكفء، والشخص المستقل، الخ).
• ربط علاقات بين المفاهيم المختلفة المحصلة لتمكين التلميذ من رفع التحديات التي تواجهه، وإعداده لمواجهة الصعوبات والعراقيل التي قد يصادفها في حياته.

الطفل والتلفاز ومنظومة القيم / الحسين النبيلي

حكى لي أحد الأقرباء من أهل الثقة أن أستاذة للغة الفرنسية تعمل بإحدى مؤسسات التعليم الخاص بمدينة الدار البيضاء، عرضت على تلاميذها بأحد المستويات إتمام ما تبقى من جملة بالفرنسية تقول: " حين يكون الأب في العمل تكون الأم في المطبخ.." باعتبار أن الأم تعمل في المطبخ جوابا بديهيا هو ما كانت تنتظره الأستاذة، إلا أنها فوجئت بإحدى التلميذات تتمم الجملة بقولها : " حين يكون الأب في العمل الأم تخونه في المنزل " وعند استفسار التلميذة من أين استوحت هذا الجواب الغريب أجابتها التلميذة بكل عفوية : " شاهدت ذلك في فيلم تركي.." ولأن هذه الحكاية بالرغم من بساطتها، تطرح الجدل اللغوي الذي يضع الأستاذة في حيرة من أمرها، حول إمكانية قبول هذه الجملة من عدمه، pendant le père est au travail; la mère le trompe" إلا أن دلالتها خطيرة جدا، وهنا تصبح على المستوى التركيبي لا جدال في صحتها، أما على المستوى الدلالي فالباب يفتح مصراعيه لاستقراء ما طرحه علماء اللسانيات، حول العلاقة بين الدلالة والتركيب، وهنا يطول الحديث في دروب اللسانيات الحديثة سواء مع تشومسكي وتروبتسكوي وكريماس وغيرهم. و ما يمكن قوله هو أن الجملة صحيحة مائة بالمائة نحويا أما من حيث الجانب الدلالي، تدخل هنا مفاهيم أخرى تطرح نفسها بإلحاح كمفهوم القيم والأخلاق و ما إلى ذلك، باعتبار أن الطفلة حين أتمت الجملة كانت تستحضر تلك اللقطة التي بثها التلفاز في أحد المسلسلات التركية المدبلجة، حيث تقوم سيدة بتوديع زوجها وهو ذاهب إلى عمله، لتستغل فرصة غيابه وتستقبل عشيقها بالمنزل، من أجل الخيانة الزوجية وبالتالي تتكرس تلك الصورة المهدمة لمفاهيم قيمية في ذهن طفلة بريئة إلى الأبد.

يرى الباحث والمفكر المغربي وعالم المستقبليات المهدي المنجرة في مقدمة كتابه " قيمة القيم " ، .. أن الثقافة لا يمكن نقلها بشكل أعمى إلى مناطق أخرى من العالم، دون اعتبار واحترام لقيم هذه المناطق. إن الثقافات لا تستنسخ، ولا يمكنها أن تتواصل فيما بينها، ولا أن تغني بعضها البعض، إلا إذا اعتبرنا هذه القاعدة. وفي السياق ذاته يقول المنجرة :" فوراء هاته الحرب المفتوحة ضد الإرهاب، تظهر حرب أخرى ضد منظومة القيم. إن احترام قيم الآخرين شرط أساسي من أجل الوصول إلى فهم نسبية مفهوم ((القيم الكونية )) التي تمكن من تسهيل عملية التواصل الثقافي بين الشعوب، بدل الإلحاح على (( التكييف )) بتقاليد (( كونية )) مفبركة ومختزلة على مستوى الزمان والمكان في التاريخ البشري. ويقول أيضا في المقدمة ذاتها ".. إنه من الواجب إعطاء الأهمية للقيم، لأن هذه القيم ستكون أحد الأسباب الرئيسية للحروب القادمة للنزاعات والصراعات، وأن الحل الوحيد لضمان السلام، هو تحسين التواصل الثقافي بين الشعوب والحضارات .. وفي رأيي يضيف المنجرة فإن (( حرب القيم )) لا تعني بالضرورة (( حربا بين الديانات )).. أن يكون الإنسان واعيا بقيمة القيم، فإن ذلك قيمة في حد ذاتها.. أعتقد ليس من المبالغة أن نقول، بأن مستقبل الإنسانية اليوم، رهين بدرجة الاعتبار الذي نعطيه للروح الإنسانية، وبالاحترام المتبادل للقيم، تلك القيم التي تشكل أساس استمرار الحياة في ظل الكرامة. ومن تم القيمة المتصاعدة للقيم في أيامنا العصيبة هذه حيث أصبحت اللامبالاة بمعاناة الآخرين أمرا مقبولا.. ودون شك، فإن مستقبل الإنسانية سيكون رهينا بالثمن المخصص لحياة البشرية بدون تميز؛ والاحترام المتبادل للقيم.."

نستخلص من خلال ما سبق أهمية القيم في حديث الأستاذ المنجرة ودورها في مستقبل الإنسانية بل إن الصراع القادم كما يقول سيكون صراعا للقيم، ليثار السؤال ما مدى احترام قيمنا العربية في السياق التهافت الذي تعيش على إيقاعه العديد من القنوات العربية؛ أكيد أن العملية تدخل في إطار الماركوتينغ و الاستشهار وجلب أكبر عدد من المشاهدين، إلا أن ما تقدمه هذه المسلسلات يجعل الحديث يعرج بالقوة على عوالم التلفاز، و دوره داخل المجتمع الذي يدخل في مكوناته الطفل.

وأكيد أن لجهاز التلفاز موقع هام داخل المنظومة الأسرية، فمن خلال إطلالة بسيطة على أسطح معظم المنازل أو الكل، يظهر جليا أنها لا تخلو من صحن مقعر أو جهاز لاقط، وعلى هذا الأساس فالتلفاز أصبح يشكل لحظة ذات أهمية قصوى لدى الأسر الممتدة منها أو النووية، فعلى مدار الساعة وأفراد الأسرة يحملقون في شاشة التلفاز وهم يتناولون الفطور أو وجبة الغداء والعشاء، بل أكد أحد العارفين بأن جهاز التلفاز أفقد عنصر الحوار داخل الأسر فالكل منتبه إلى ما يدور داخل الزجاجية الضوئية، حتى ينتهي الجميع مما كانوا فيه ليتفرقوا نحو انشغالاتهم، بل أصبح الأب والابن لا يتجاذبان أطراف الحديث بينهما إلا لماما، وكذلك الأمر بالنسبة للأم، وأصبح الحوار المتداول داخل الأسرة يأخذ شكلا ميكانيكيا وخدماتيا ليس إلا، من قبيل هل قمت بكذا، وأنهيت ما طلبته منك، لتكون الإجابة بالنفي أو بالإثبات ( نعم / لا).

لقد استطاع التلفاز بفعل سحره، أن يخنق تلك العلاقات الاجتماعية، التي كانت بالأمس تكون تلك اللحمة، التي من شـأنها بناء جسم علائقي متماسك للأسرة الواحدة، ومن تم إلى المجتمع برمته.
وهنا نجد سؤالا يطرح نفسه بإلحاح، هل جهاز التلفاز شر كله؟
يجيبنا المتخصصون الغربيون بأن للتلفزيون وظائف متعددة، منها ما هو إخباري وما هو تثقيفي و تكويني، بالإضافة إلى الوظيفة الترفيهية؛ حيث يصفها هؤلاء بالوظائف الأساسية، فيما وصفوا أخرى بالتكميلية كوظيفة التنشئة الاجتماعية وخلق الدوافع والحوار والنقاش، والتربية والنهوض الثقافي والتكافل.
إن النظر بتمعن لهذه الوظائف كلها تجعل المرء يدرك أن التلفزيون أصبح يفعل فعله في المجتمع برمته، ذلك أن تحليلا بسيطا لهذه الوظائف يجعلها تصنف في خانة الحساسية والخطورة في الوقت ذاته.

فالوظيفة التثقيفية والتكوينية تضع التلفزيون في مرتبة المدرسة الموازية لما يتلقاه التلميذ في المؤسسة التعليمية، من حيث التكوين وتنمية بعض القدرات، إذ أفرزت التجربة أن الطفل يستوعب عددا هائلا من المفردات خلال مشاهدته للرسوم المتحركة أو برامج الطفولة، بشكل سلس لما توفره الصورة من انتقال لما هو مجرد إلى ما هو ملموس، دون إغفال كذلك أن هذه العملية تقدم للطفل في غلاف ترفيهي مما يجعله يستوعب أكثر فأكثر، و من تم تبرز خطورة التلفزيون كأداة تلقينية ليس غير بل ينتقل إلى فضاء أرحب، مما يجعله ليس مجرد وسيلة تسلية أو التخلص من التوتر، إنه أيضا وسيلة كي نصبح اجتماعيين ونتعلم الأدوار والقيم، على حد قول الدكتور خضور أديب في مقال حول سوسيولوجيا الترفيه في التلفزيون.

والخلاصة التي نخرج بها مما قاله الدكتور أديب، "التلفزيون.. نتعلم به الأدوار والقيم"، وهنا يستدعينا الحديث مرة أخرى للحديث عن علاقة هذا الجهاز بمنظومة القيم بوصف لا يخلو من الدقة حين وصفه أحد الدارسين بقوله "..وأصبح التلفزيون ثالث الأبوين" نعم الأب الثالث في ظل السرعة التي أصبح عليها العالم الحديث، وكثرة المشاغل التي نعيشها في ظل عالم معولم متوحش، تضاءل فيه الزمان الأبوي مقابل ساعات البث الطويلة وتوفر مئات من القنوات على اختلاف الأنواع و التخصصات، وبنقرة خفيفة على "الرموت كنترول" تجعل الانتقال من قناة إلى أخرى يمر في ثانية واحدة أو أقل.
ويؤكد الدكتور عبد اللطيف كدائي في كتابه "الطفل والإعلام" على أن الإعلام والتلفزيون على وجه الخصوص قد أسهم في خلق عدد كبير من الظواهر الاجتماعية، من خلال التغير القيمي الذي يحدثه تدريجيا في المجتمعات التي لا تتبنى نفس النسق أو المنظومة، فهو يمثل مرآة القيم الاجتماعية السائدة وموزع أساسي لقيم جديدة قد تكون في غالب الأحيان دخيلة، فهو المربي الأول الذي يجده الطفل أمامه طوال الوقت.
ويضيف الدكتور أن القصص المصورة والمشاهد المتنوعة، زيادة على طاقم المنشطين والمنشطات، يعملون بلا شك على غرس قيم جديدة بعضها يهاجم بشدة الممنوعات والطابوهات الاجتماعية. ليبقى السؤال مفتوحا على مصراعيه قابلا لنقاش واسع حول جدوى بث الأفلام التركية والمكسيكية والبرازيلية المدبلجة إلى اللغة العربية الفصيحة، وإلى لغات محلية أخرى من سورية ومصرية وحتى الدارجة المغربية، بشكل واسع حتى أصبحت كالوباء مثل الجدري والكوليرا؟.. تقوم على تمرير مجموعة من الخطابات يستشف منها أنها تضرب مستقبل الناشئة نحو التفسخ والانحلال، والإيمان بأن منطق المال يعلو ولا يعلى عليه في سباق البهرجة والانسلاخ عن الهوية والذات، التي تشكل عصب بناء أية أمة مازالت تنشد الطريق نحو التقدم والرقي.

البرود البيداغوجي / ذ الحسين وبا


 يعتبر عامل برودة  التواصل التربوي وهاجس التوتر المخيمان على الفصول الدراسية بمدارسنا العمومية ، مؤشرين قويين على موت دينامكية القسم الدراسي وتخلف العملية التعليمية – تماما كما يسبب البرود الجنسي سواء من طرف المرأة أو الرجل في تعاسة مؤسسة الزواج أ و ضع حد لاستمرارها--  لدرجة  أصبح من المألوف مقارنة المدارس التعليمية ببلادنا بالمستشفيات و المقابر. و الحال أن المطالب الذاتية و الموضوعية سواء من قبل رؤساء المؤسسات التعليمية أو الفاعلين التربويين- الحركة الانتقالية- تحسين الأوضاع الاجتماعية- الترقية- التحفيز- أرخت بظلالها كثيرا على آلية الأداء وفعالية الإنتاج. هذا الوضع ساهم في إفراز مجموعة من التوترات والإضرابات من مختلف المركزيات النقابية سواء منها المعنية بالحوار الاجتماعي والغير المعنية أذكر في هذا الصدد وعلى سبيل المثال الإضراب الأخير 16و17 من مارس الجاري. مما دفع بالمتعلم نحو فقدان شهية تحصيل المعارف و التعلمات، بل أكثر من هذا صارت المؤسسات التعليمية  فارغة ، مهجورة  و كأنها أطلال  ضاربة جذورها في التاريخ القديم ، حتى  وان عاد إليها المتعلمون بعد يومين أو ثلاثة عادوا إليها وهم غير منبسطين من جراء الانقطاعات الدراسية الحاصلة ، تماما كما يغضب  الراشدون أثناء تكرار انقطاع الكهرباء أو الماء، لأن الأمر يتجاوز هنا التأثيرات المادية- التحصيل العلمي و المعرفي- ليبسط  توغله وضغوطه على الجانب النفسي و العقلي و الوجداني و الثقافي، و هذا هو الخطر الحقيقي الذي يهدد استقرار الحياة الدراسية للمتعلم من جهة و يمهد الطريق إلى الهجرة و التسرب و الانقطاع.
ترى ما الذي يجب فعله لتحرير المتعلم  و العملية التدريسية من هذه المثبطات و التحديات ؟ 
ثم ما الذي ينبغي استحضاره و تكييفه لإنقاذ مضامين المخطط الاستعجالي من الإفراغ و الضياع؟
للإجابة على هذه الإشكالات ، أقترح المرتكزات التالية:

1- ضمان نجاح انفتاح المدرسة على محيطها الخارجي:
 بقيت المدرسة العمومية بعيدة عن محيطها الخارجي عقودا طويلة ،سواء من خلال برامجها و مناهجها الدراسية أو من خلال الجدران العالية و العتيدة التي كانت تعزلها عن السكان المحيطين بها و بالتالي تحجب عن تلاميذها كل ما يدب في المجتمع من حركة و نشاط و العكس صحيح ، وكأن الأمر يتعلق بحدود فاصلة بينها و بين الحياة المجتمعية ، الشيء الذي جعل كل التعلمات و المعارف التي تقدم للمتعلم  غريبة ، جافة و بلا معنى، أما اليوم وبعد أن تأكد الجميع بأن روح الحياة المدرسية للمتعلم مرهونة بمدى ارتباطها وانفتاحها على واقعها الاجتماعي و الاقتصادي و البيئي و الرياضي والتاريخي و الثقافي و الفني فقد سارع الميثاق الوطني للتربية و التكوين - عبر مضامينه و بنوده- إلى التأكيد على هذا الانفتاح كضرورة تربوية لا مفر منها  و ذلك للاعتبارات التالية:
- المدرسة جزء لا يتجزأ من المجتمع.                                                                                        
- تطور الإنسان العلمي و الأدبي و اللغوي و السلوكي والتواصلي  يتشكل و يأخذ معالمه  و مؤثراته الأولى من المدرسة.
- يعج المجتمع بحركة واسعة و قضايا متعددة و متنوعة و ذلك بناء على مختلف المرافق الاجتماعية و الصحية و القضائية والعلمية و البيئية و الرياضية.......التي أقيمت أساسا لتنظيمه وتطويره.
- لا يمكننا أن نتخيل مجتمعا بلا مدرسة و لا مدرسة بلا مجتمع ، أي عكس- تماما-  ما ذهب إليه المزاج السياسي للمفكر السياسي و السوسيولوجي ايفان ايليش في مؤلفه المعروف "مجتمع بلا مدرسة" إذ بالرغم من الوظيفة  الإيديولوجية الكامنة في الحفاظ على الفوارق الاجتماعية وإعادة الإنتاج التي تدعمها و تحققها  في النهاية أهداف كبرى و كما أكد ذلك ايليش و باسرون  ، فإنها تساهم إلى حد بعيد في خلق المدنية في المجتمع  المبنية على التعلم و معرفة الحقوق و الواجبات و احترام و تقدير الآخر أي نقيض الوحشية و الجاهلية حيث الجهل و القتل و التسلط وممارسة السلوكيات البهيمية.  فالمدرسة أحببنا أم كرهنا و بالرغم من كل ما يمكنه أن يقال في هذا الباب هي أول مؤشر على انتماء الإنسان إلى الفصيلة الآدمية التي تتوق إلى الارتقاء و ركوب عجلة التطور ، و لنا في العصور التاريخية الأربعة التي عاشها الإنسان إلى اليوم و التي لم تكتمل صورتها إلا بفضل العلوم و الدراسات و الأبحاث اكبر دليل على ما نقول.
إن ضمان انفتاح المدرسة على محيطها الخارجي لا يلعب دوره في تنشيط العملية التدريسية و إغنائها فحسب ، بقدر ما يقوي موقع المتعلم في تعاطيه إلى قضايا محيطه المحلي  ومحاولة الانخراط في حلها و معالجتها ، وهذا ما  يميز الإصلاحات التربوية الحالية عن  نظيرتها في الماضي .

2- دعم و تقوية الأنشطة الموازية مع تحفيز التلاميذ.: 
إذا كان الجليد يتطلب أشعة الشمس الذهبية لإذابته و الارتياح من هول و مرارة برودته ، فإن برود العملية التدريسية – هو الآخر- لا يمكنه أن يرحل عن مؤسساتنا التعليمية و مراكزنا التربوية إلا بإعادة الدفء و الحيوية لهذه الأماكن عن طريق خلق الأنشطة الموازية و فتح الأوراش التربوية التي يكون المتعلم فيها هو قطب الرحى و صميم العملية و ذلك عن طريق توريطه و إحراجه أو استفزازه علميا ، حتى يتمكن القائمون على هذه الأنشطة أن يلاحظوا إلى أي حد يتحكم متعلمونا في جملة الموارد التي يحصلون عليها سواء بالحجرة الدراسية – كموارد داخلية- اوخارجها – كموارد خارجية. وصدق من شبه صمت المؤسسات التعليمية وخلوها من الدينامية و الانشطة المتنوعة بالمقابر أو بالجسد بلا روح.  في هذا الصدد ، يمكنني كذلك أن أشير إلى المقولة التاريخية -- التي هزت الثوابت البيداغوجية القديمة، و اعتبرت بحق حينئذ ثورة هادئة على الممارسات التربوية الموروثة و الأعراف  التعليمية/ التعلمية المعششة بمدارسنا التعليمية—التي يقول فيها العالم  جان بياجيه" ليس هناك تلاميذ كسالى و لكن هناك أطفال تنقصهم محفزات" إنها حقيقة لا غبار عليها ،و من هنا وجب على كل المربين أن يغيروا الأحكام الجاهزة و القيمية التي يرمون بها التلاميذ إلى حد الهجوم و القدح.  إذ بقدر ما يجد هذا الكائن البشري المتميز مدرسا نشيطا ، يحفزه على المشاركة و الانخراط في منظومة اوراش القسم ، يتمتع بالحيوية والقيم الأخلاقية النبيلة و مواصفات المربي الحديث العهد و بالتالي يأخذ هذا الأخير مساحات على مستوى الزمان و المكان و تعطى له فرص المبادرة و الخلق و إبداء الرأي ، تجده نجما يسارع خطواته للتحليق في السماء من فرط الفرح  الذي يغمر مشاعره  ووجدانه ، لأنه أخيرا شرع يحس بالحياة التعليمية تدب في مؤسسته و بالتالي طفق يحقق ذاته في الفصل الدراسي عن طريق المبادرة و التطوع و تحمل المسؤولية.
فالأنشطة الموازية - أحببنا أم كرهنا- هي الدم الجديد الذي وجب ضخه في فضاءات مؤسساتنا الجامدة لعلها تستعيد عافيتها. وكفانا شكايات في هذا الباب:
- ليست لنا قاعات لهذا الغرض.
- ليست لنا امكانيات مادية و لا مالية لهذا الغرض. 
- ليس لنا مدرسون مؤهلون و لا من يضحي بوقته مع هؤلاء الصغار.
- الفصل التاسع من النظام الأساسي ينص على القيام بأي نشاط تربوي خارج الوقت الدراسي الرسمي.
- هناك اكتظاظ فظيع يعيق كل أنواع هذه الأنشطة بما فيها المنافسات الثقافية و الرياضية على سبيل المثال.
وفي اعتقادي المتواضع - ونظرا للوضعية المحرجة التي آلت إليها المدرسة الوطنية و التي أصبح  يوصف بها نظامنا التعليمي في المحافل الدولية- باتت كل هذه الأسباب متجاوزة مع المضامين و المقتضيات التي جاء بها المخطط الاستعجالي ، ما دامت تضع حدا لحالة الجمود و التهميش و العزلة  التي كان يعاني منها المتعلم في المدرسة و الحجرة الدراسية على حد سواء ن وتحث بالمقابل على جعله في صميم التحولات التربوية و الاقتصادية و الاجتماعية  و البيئية و.... أي عملية الإصلاح التي تشهدها البلاد  بشكل عام .  
  ترى ، ما هي التدابير التي أعدتها مؤسساتنا التعليمية لمواجهة خطب البرود البيداغوجي الحاصل في حجراتنا الدراسية؟

      ذ: الحسين وبا   مهتم بشؤون الطفولة

شارك

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites